أقول: هذا إذا كانت الذرية سائرة على متن الاستقامة بعد الآباء وإن لم يظهر لها كبير شأن في هذا المجال فقد قال تعالى لنوح عليه السلام عن ابنه العاصي: {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}. فقول ابن جبير: "ولم يذكر لهما صلاحا؛ ليس فيه دليل على نفيه بالمرة، غاية الأمر كان أمرا مسكوتا عنه؛ لأن الاهتمام كان بالحديث عن بركة أبيهما. (١) الدويرات: جمع دويرة، وهي تصغير دارة، وهي الدار والمحل يجمع البناء. اهـ قاموس. (٢) من حديث حميد بن هلال، قال: كان رجل من الطفاوة طريقه علينا فأتى على الحي فحدثهم قال: قدمت المدينة في عمر لنا فبعنا بياعتنا ثم قلت: لأنطقن إلى هذا الرجل فلآتين مَنْ بعدي بخبره، قال: فانتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يريني بيتا قال: إن امرأة كانت فيه. فخرجت في سرية من المسلمين … الحديث بنحوه وليس بنصه وفي آخره: وهاتيك فأتها فاسألها أن شئت؟ قال: قلت بل أصدقك. راجع المسند ٥/ ٦٧ (الحلبي) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٢٧٧ وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. (٣) راجع النهاية ٣/ ٦٧.