للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وقال عمر بن عبد العزيز: "ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقّب عقبه".

• وقال ابن المنكدر: "إِن الله ليحفظ بالرجل الصالح وَلَده وولد وَلَدِه والدُّوَيْرَات (١) التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وسِتر".

[[القاعدة في ذلك]]

ومتى كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإِن الله يحفظه في تلك الحال.

• وفي مسند الإمام أَحمد (٢) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانت امرأَة في بيت فخرجت في سرية من المسلمين وتركت ثنتي عشرة عنزًا وصيصيِّتَهَا كانت تنسج بها، قال: ففقدت عنزًا لها وصيَصيِّتَهَا فقالت: يا رب إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإِني قد فقدت عنزا من غنمي وصِيصيَّتي، وإني أَنْشُدُكَ عَنْزِي وصِيصِيَّتي. قال: وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر شدة مناشدتها ربَّها تبارك وتعالى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأَصبحت عنزها ومثلُها وصِيصِتُها ومثلها.

والصيصية: هي الصنارة التي يغزل بها وَيُنْسَج (٣).

فمن حفظ الله حفظه الله من كل أَذى.

* * *

• قال بعض السلف: من اتقى الله فقد حفظ نفسه، ومن ضيع تقواه؛ فقد ضيع


= لهما صلاحا. ثم ذكر أنه لم يكن الأب - المباشر وإنما كان الأب - السابع.
أقول: هذا إذا كانت الذرية سائرة على متن الاستقامة بعد الآباء وإن لم يظهر لها كبير شأن في هذا المجال فقد قال تعالى لنوح عليه السلام عن ابنه العاصي: {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}. فقول ابن جبير: "ولم يذكر لهما صلاحا؛ ليس فيه دليل على نفيه بالمرة، غاية الأمر كان أمرا مسكوتا عنه؛ لأن الاهتمام كان بالحديث عن بركة أبيهما.
(١) الدويرات: جمع دويرة، وهي تصغير دارة، وهي الدار والمحل يجمع البناء. اهـ قاموس.
(٢) من حديث حميد بن هلال، قال: كان رجل من الطفاوة طريقه علينا فأتى على الحي فحدثهم قال: قدمت المدينة في عمر لنا فبعنا بياعتنا ثم قلت: لأنطقن إلى هذا الرجل فلآتين مَنْ بعدي بخبره، قال: فانتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يريني بيتا قال: إن امرأة كانت فيه. فخرجت في سرية من المسلمين … الحديث بنحوه وليس بنصه وفي آخره: وهاتيك فأتها فاسألها أن شئت؟ قال: قلت بل أصدقك. راجع المسند ٥/ ٦٧ (الحلبي) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٢٧٧ وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(٣) راجع النهاية ٣/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>