للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حقًّا، فهذا بأفضَلِ المنَازِلِ.

وعَبْدٌ رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا؛ فهو صادِقُ النية، فيقول: لو أنّ لي مالًا لعملتُ بعمل فلانٍ؛ فهو بنيته (١) فأجرهما سواء.

وعبدٌ رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا [فهو يخبطُ] في ماله بِغَيْرِ عِلْمٍ لا يتَّقي فيه رَبَّهُ، ولا يصلُ فيه رَحِمَهُ، ولا يعلم لله فيه حقًّا؛ فهذا بأخبثِ المنازل.

وعبدٌ لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا؛ فهو يقول: لو أن لي مالًا؛ لعملتُ فيه بعمل فلان؛ فهو بنيته (٢) فِوْزرُهُمَا سواء".

• خرجه الإمام أحمدُ والترمذيُّ، وهذا لفظه، وابنُ ماجه (٣) وقد حُمِلَ قولُه: "وهما في الأجر سواء" على استوائهما في أصل أجر العمل، دون مُضاعفته، فالمضاعفة يختص بها من عمل العمل، دون من نواه ولم يعمله، فإنهما لو استويا من كل وجه لكُتب لمن همّ بحسنة ولم يعملها عشْرُ حسنات، وهو خلاف النصوص كلها؛ ويدل على ذلك قوله تعالى: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥) دَرَجَاتٍ مِنْهُ} (٤) قال ابن عباس وغيره: "القاعدون المفضّلُ عليهم المجاهدُون درجة هم القاعدون من أهل الأعذار، والقاعدون المفضل عليهم المجاهدون درجاتٍ هم القاعدونَ من غير أهل الأعذار" (٥).

* * *

[[النوع الرابع: الهم بالسيئات]]

• النوع الرابع: الهمُّ بالسيئات من غير عمل لها ففي حديث ابن عباس أنها تُكْتب


(١، ٢) في الترمذي: "فهو نيته".
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٣١ (الحلبي) ضمن حديث آخر.
والترمذي في: ٣٧ - كتاب الزهد: ١٧ - باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر ٤/ ٥٦٢ - ٥٦٣ ح ٢٣٢٥ عقب حديث آخر بإسنادٍ واحدٍ وعقب عليه بقوله: هذا حديث حسن صحيح.
وابن ماجه في ٣٧ - كتاب الزهد: ٢٦ - باب النية ٢/ ١٤١٣ ح ٤٢٢٨ بنحوه وفي أوله: "مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر: رجل آتاه الله مالًا وعلمًا فهو يعمل بعلمه، ينفقه في حقه … الحديث وهو في صحيح الترمذي ١٨٩٤ بإسناد صحيح.
(٤) سورة النساء: ٩٥ - ٩٦.
(٥) رواه الترمذي في السنن: التفسير ح ٣٠٣٥. وإسناده صحيح؛ انظر صحيح الترمذي ٢٤٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>