فال أبو هريرة: لقد تكلم بكلمة … الخ. وهو صحيح في صحيح السنن ٤٠٩٧. (٢) أخرجه أحمد في المسند ١/ ٣٢٣، ٣٦٣ بسياقه كاملًا في أول الموضعين، ومختصرًا في ثانيهما، وسياق الأول من حديث أبي عامر، عن عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس اليمامي، قال: قال لي أبو هريرة: يا يمامي لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدًا؟ قلت: يا أبا هريرة إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب؟ قال: فلا تقلها؛ فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: كان في بني إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدًا في العبادة، وكان الآخر مسرفًا على نفسه، فكانا متآخيين فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب، فيقول: يا هذا أقصر فيقول: خلني وربي، أبعثت عليّ رقيبًا؟ قال: إلى أن رآه يومًا على ذنب استعظمه فقال له: ويحك أقصر قال: خلني وربي أبعثت عليّ رقيبًا؟ قال: فقال: والله لا يغفر الله لك أولًا يدخلك الجنة أبدًا؟ قال أحدهما: قال: فبعث الله إليهما ملكًا فقبض أرواحهما واجتمعا فقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أكنت بي عالمًا؟ أكنت على ما في يدي خازنًا؟ اذهبوا به إلى النار قال: فوالذي نفس أبي القاسم بيده لتكلم بالكلمة أوبقت دنياه وآخرته". وقد أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الأدب في الموضع الآنف من طريق محمد بن الصباح بن سفيان، عن علي بن ثابت، عن عكرمة بن عمار. عن ضمضم بن جوس عن أبي هريرة، وفي آخره: "والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته". وهذه الجملة من أبي هريرة تمثُّلٌ منه بكلمة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم - كما رواها الإِمام أحمد فهي عند أبي داود في حكم المرفوع وعن درجة الحديث قال المنذري: "في إسناده عن علي بن ثابت الجزري، وقال الأزدي: ضعيف الحديث: وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال ابن معين: ثقة. وقال: أبو زرعة: ثقة لا بأس به". وإذا فالحديث حسن. وانظر عون المعبود ١٣/ ١٦٦ - ١٦٧. ورواية أحمد للحديث من غير طريق علي بن ثابت في الموضعين والكلمة الموبقة هي جزمٌ بعدم المغفرة ونفيه دخول الجنة وإقسامه على ذلك.