للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخرج الطبراني من حديث أَنس مرفوعًا:

ثلاثٌ من أَخلاق الإيمان: مَنْ إِذا غضب لم يُدخله غضبه في باطل، ومَن إِذا رضي لم يُخرجه رضاه من حق، ومَن إِذا قدَر لم يتَعاطَ ما ليس له" (١).


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير ١/ ٨٦ - ٨٧ ح ١٥٨ بهذا اللفظ عن أحمد بن الحسين الأنصاري عن حجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني، عن بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك مرفوعًا، ثم قال: لم يروه عن الزبير بن عدي إلا بشر بن الحسين وقد أورده العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء ٤/ ٣٠٧ عن الطبراني في هذا الموضع وقال: إسناده ضعيف.
أقول هذا التعليق من العراقي لا يشفي بل لعله يوهم أن ضعفه محتمل لتفرد بشر بروايته عن الزبير بن عدي كما أومأ الطبراني.
وكان على كل من الطبراني والعراقي أن ينص على علة ضعف الحديث وإلى أي شيء تشير عبارة الطبراني. إن بشر بن الحسين هو بشر بن الحسين الأصبهاني الهلالي صاحب الزبير بن عدي.
أحد وضاعي الحديث سيما عن الزبير عن أنس!؟ ولهذا وسم بالكذب وترك حديثه؛ قال البخاري في التاريخ الكبير ١/ ٢/ ٧١ فيه نظر وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: عامة حديثه ليس بمحفوظ وقال أبو حاتم: يكذب على الزبير وساق له مائة حديث عن الزبير بن عدي عن أنس لا يصح منها شيء. وقال ابن عدي: الزبير ثقة، وبشر ضعيف أحاديثه سوى نسخة حجاج عنه - مستقيمة.
قال ابن حبان: يروي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمائة وخمسين حديثًا، وقال في الثقات في ترجمة الزبير بن عدي كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها في حديثه لا ينظر في شيء رواه عن الزبير إلا على جهة التعجب!؟ وقال الدارقطني: يروي عن الزبير بواطيل والزبير ثقة، والنسخة موضوعة، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم. راجع ترجمته في لسان الميزان ٢/ ٢١ - ٢٣ والضعفاء الكبير للعقيلي ١/ ١٤١.
وإذا فالحديث الذي أورده ابن رجب عنه موضوع وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ٢٠٦ وقال: رواه الطبراني في الصغير وفيه بشر بن الحسين وهو متروك كذاب والعجب من ابن رجب كيف أورد هذا الحديث دن أن يتنبه أو ينبه إلى وضعه؟!
وبعد كتابة هذا رجعت إلى ضعيف الجامع الصغير ٧/ ٥٢ فرأيت الشيخ الألباني قد حكم أيضًا بوضعه وأحال إلى الأحاديث الضعيفة له ح ٥٣٩ ولم أجده فيها بهذا الرقم وإنما هو برقم ٥٤١ وقد أضاف إلى رواية الطبراني له في المعجم الصغير رواية أبي نعيم في أخبار أصبهان (١/ ١٣٢) وابن بشران في الأمالي الفوائد (٢/ ١٣٢/ ٢) وقد ذكر تعقيب الطبراني الآنف عن تفرد بشر بن الحسين برواية الحديث وحكم الهيثمي أن بشرًا هذا كذاب، ثم أضاف الشيخ الألباني أن راوي الحديث عن بشر هو الهمداني وهو مجهول وانتهى به المطاف أن أنحى باللائمة على السيوطي حيث أورد الحديث في جامعه قائلًا: والحديث مما سود به السيوطي جامعه، ولهذا تعقبه شارحه المناري بكلام الهيثمي المذكور ثم قال:
فكان ينبغي للمصنف حذفه من هذا الكتاب ثم قال الشيخ الألباني:
"ولعل السيوطي اغتر باقتصار الحافظ العراقي على تضعيفه في تخريج الإحياء، وهو منه قصور أو ذهول أو تسامح في التعبير؛ لأن الحديث الموضوع من أقسام الحديث الضعيف.
ثم إن الحديث هو أول حديث في نسخة الزبير بن عدي المحفوظة في ظاهرية دمشق حرسها الله تعالى" فكما أخذنا إيراد الحديث على ابن رجب أخذه الشيخ الألباني على السيوطي!!

<<  <  ج: ص:  >  >>