وأحمد في المسند ٤/ ٢٧٨ (الحلبي) من وجوه مختصرًا ومطولا وعنده في الطريق الثاني: قالوا: ما خير ما أعطي الناس يا رسول الله! قال: "خلق حسن" وفي الوجه الرابع: قالوا: يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: "أحسنهم خلقا". وأورده الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٤ عن الطبراني من حديث أسامة وقال: رجاله رجال الصحيح. ورواه ابن ماجه في السنن: كتاب الطب: باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ٢/ ١١٣٧ ح ٣٤٣٦ بسياقه وفيه: قالوا: يا رسول الله! ما خير ما أعطي العبد؟ قال: "خلق حسن". والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٩٩ بسياقه كاملًا من طريق مسعر بن كدام، عن زيادة بن علاقة - به. وفيه، قالوا: يا رسول الله! ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: "خلق حسن". وقد علق عليه بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد، فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم عن زياد بن علاقة منهم مسعر كما تقدم ذكري له، ومنهم مالك بن مغول البجلي. وقد أقره الذهبي. ونسبة المزي في التحفة ١/ ٦٢ - ٦٣ إلى النَّسَائِي في الكبرى في مواضع من وجوه وهو في المطبوع من الكبرى ٤٤٥/ ٣ الجزء الأول إلى قوله: "على رؤوسهم الطير" ولم يرد هذا الجزء الذي أورده ابن رجب عن أبي داود وإنما أورد أصل الحديث في كتاب الطب بسياقه غير تام وبدون ذكر سبب ورود الخلق الحسن وسؤاله؛ أول حديث في كتاب الطب رقم ٣٨٥٥. وهذا عجيب من ابن رجب أن يورد نصا يحيل فيه على أصل لا يوجد فيه هذا النص وإنما يوجد فيه أصل الحديث فهل هذا يسلم له؟. لقد جاءت عبارة ابن رجب كما هي في الأصل: وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث أسامة بن شريك قال: قالوا: يا رسول الله! ما أفضل ما أعطي المرء المسلم؟ قال: الخلق الحسن. فأين عند أبي داود من حديث أسامة هذه العبارة؟ وهي محل الشاهد في موضوع الحديث وشرح الجملة الأخيرة منه؟. بل أين رواية النساء له؟ وقد علق البوصيري في الزوائد ٢/ ٢٠٥ على إيراد ابن ماجه للحديث بسياده كاملا - كما تقدم بقوله: هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات رواه أبو داود في سننه والترمذي في الجامع والنسائي في الكبرى من طريق زياد بن علاقة مقتصرين على قصة الدواء فقط دون ذكر باقيه. ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق زياد بن علاقة أيضًا بتمامه وقال: هذا حديث صحيح … إلخ.