للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[النهي عن سؤال المخلوقين]]

• وفي النهي عن مسألة المخلوقين أَحاديث كثيرة صحيحة.


= قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه فرأيته يحمل عليه، وذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه.
وتال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن عدي: حدثنا البغوي، حدثنا القواريري حدثنا جعفر عن ثابت بحديث: " ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها (أي هكذا مرسلا) فقال رجل للقواريري: إن شيخا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن أنس؟ (أبي متصلا) فقال القواريري: باطل. قال ابن عدي: وهو كما قال. وانظر التهذيب ٨/ ٣٨٢ - ٣٨٣ والتحفة ٤/ ٢٩٣. والشيخ المذكور يقصد به قطن بن نسير فلما كانت الرواية المتصلة من طريق قطن أعلت به، وكان هو علتها القادحة في صحته:
ولما كانت الرواية المرسلة من طريق الثقات قيل إن المرسل أصح أبي أن ثابتا لم يصح عنه إلا أنه أرسل الحديث ثم رواه عنه - هكذا - هؤلاء الثقات.
وكأنما كان المباكفوري يجيب بهذا على سؤال يفرض نفسه وقد روى الحديث متصلًا ومرسلًا ما هي الرواية الصحيحة في الروايتين؟.
وهل الصحيح أن هذا الحديث متصل أم أن الصحيح أنه مرسل؟.
أو بمعنى أدق ما هي الرواية اقي نثق بها: هل هي رواية من وصل الحديث أم رواية من أرسله؟
هذا هو محور السؤال أو إطاره.
وهذه خطوة لابد منها قبل طرح سؤال آخر: هل الحديث صحيح أم غير صحيح؟
فقول القائل: إن الحديث مرسلا أصح منه متصلًا يجيب على الطرح الأول هل الحديث مرسل أم متصل الإسناد؟ وعند المقارنة بين رجال الإسناد في كل من الروايتين سنستطيع أنا نقول: أن رواية الثقات أصح من رواية غيرهم أو هي الرواية الصحيحة.
وحيث أن رواية الإرسال أتت من طريق الثقات فهي أصح في وصف الحديث من الرواية الأخرى أو هي الرواية الصحيحة ثم يبقى السؤال بعد أن عرفنا أن الأصح إرسال الحديث: ما مدى قبول هذا المرسل وهو نوع من الضعيف؟ وهل يمكن أن يرتقي إلى مستوى القبول؟
والجواب أنه بالنسبة لهذا الحديث فكلا الروايتين من حيث القبول لا من حيث ثبوت وصف الإرسال أو الاتصال - كلا الروايتين من حيث القبول: ضعيفة بيد أن جهة الضعف في كل منهما تخالف الأخرى. فالرواية المرسلة ضعيفة من جهة عدم ذكر الصحابي.
والرواية المتصلة ضيفة براويها الأول قطن بن نسير.
لكن هذا الضعف مما يقبل الجبر.
إن ضعف الرواية المتصلة يجبر بصالح بن عبيد الله في الرواية المرسلة.
وإن ضعف المرسلة يجبر بذكر الصحابي وهو أنس في الرواية المتصلة.
ولعل هذا هو ما دعا المناوي في التيسير ٢/ ٣١٩ أن يقول عن الرواية المتصلة: إسناده صحيح أو حسن. ويعقب على الرواية المرسلة بقوله: ورواه البزار وغيره متصلا.
وكأنما يشير إلى الجابر لإرساله فتكون المرسلة من قبيل الحسن لغيره. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>