للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عن الحسن مرسلًا.

• وخَرَّج أبو دَاود من حَديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "كان أهلُ الجاهلية يأكلونَ أشياء، ويتركونَ أشياء تقذُّرا، فبعث الله نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل كتابه، وأحلَّ حلاله وحرَّم حرامه، فما أحلَّ فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، وتلا قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١).

وهذا موقوف.

وقال عبيد بن عمير: "إن الله عز وجل أحل حلالًا، وحرم حرامًا. فَما أحلَّ فهوَ حلالٌ، وما حرَّم فهو حَرَامٌ، وما سكت عنه فهو عَفْوٌ".

* * *

[[حديث أبي ثعلبة]]

فحديثُ أبي ثعلبة قَسَّمَ فيه أحكامَ الله أربعةَ أقسام: فرائضُ، ومحارمُ، وحدودٌ، ومسكوتٌ عنه، وذلك يجمع أحكام الدِّين كلِّها.

[[هذا الحديث]]

• قال أبو بكر السَّمعاني: "هذا الحديثُ أصلٌ كبيرٌ من أُصولِ الدين".

• وقال: وحكي عن بعضهم أنه قال: "ليس في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ واحد أجمْعُ - بانفراده لأصول العلم وفروعه - من حديث أبي ثعلبة".

• قال: وحُكي عن أبي واثلة المزني أنه قال: "جَمَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الدين في أربع كلمات، ثم ذكر حديث أبي ثعلبة".

قال ابن السَّمعاني: "من عَمِلَ بهذا الحديث فقد حاز الثوابَ، وأَمِنَ العقابَ؛ لأنَّ مَن أَدَّى الفرائِضَ، واجتنبَ المحارِمَ، ووقفَ عند الحدود، وترك البحث عما غاب عنه؛ فقد استوفَى أقسامَ الفضل، وأوفى حقوق الدِّينِ؛ لأن الشرائع لا تخرجُ عن الأنواع المذكورة في هذا الحديث" انتهى.


(١) الآية ١٤٥ من سورة الأنعام الحديث أخرجه أبو داود في سننه: كتاب الأطعمة: باب ما لم يذكر تحريمه ٣/ ٤٨٤ - ٤٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>