للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأشياء إليّ، وخشْيتَك أخوفَ الأشياء عندي، وأقطع عني حاجاتِ الدنيا بالشوق إلى لقائك وَإذا أقررتَ أَعْيُنَ أَهْلِ الدنيا من دُنْيَاهُم فأَقرر عيني من عبادتك (١) ".

فأهل هذه الدرجة من المقرّبين ليس لهم همٌّ؛ إلا فيما يقربهم ممن يحبهم ويحبونه.

[[من المأثور عن السلف في هذا]]

• قال بعض السلف: العمل على المخافة قدْ يُغَيِّرهُ الرجاء، والعملُ على المحبة لا يدخله الفتور (٢).

• ومن كلام بعضهم: "إذا سئم البطَّالُونَ من بَطَالَتِهِمْ؛ فلا يسأم محبُّوك من مُنَاجَاتِك وذكْرِك".

• قال فرقد السَّبَخِي: قرأت في بعض الكتب: "مَنْ أحبَّ الله لم يكن عنده شيء آثَرَ من هواه!

ومَنْ أحبَّ الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه! ".

[[المحب والمحبة والمحبون لله - عز وجل -]]

والمحب لله تعالى: أميرٌ مؤَمَّرٌ على الأمراء، زمرته أولُ الزمر يوم القيامة، ومجلسه أقربُ المجالس فيما هنالك.

• والمحبة منتهى القربة والاجتهاد.

ولن يسأم المحبون من طول اجتهادهم لله تعالى يحبّونه، ويحبّون ذِكْرَه، ويجيبونه إلى خلقه، يمشون بين عباده بالنصائح، ويخافون عليهم من أعمالهم (٣) يوم تبدو الفضائح.

أولئك أولياء الله - عز وجل - وأحباؤه، وأهل صفوته، أولئك الذين لا راحة لهم بدون


= مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، اللهم ما زويت عني مما أحب فاجعله لي قوة فيما تحب".
وقد عقب عليه بقوله: هذا حديث حسن غريب وأبو جعفر الخطمي اسمه عمير بن يزيد بن خماشة.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص ١٤٤ ح ٤٣٠.
(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٨/ ٢٨٢ من رواية أبي مسهر، عن عباد الخواص، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن الهيثم بن مالك الطائي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو … فذكره بنحوه. وفيه: "واجعل خوفك أخوف الأشياء إليّ … فأقر عيني. . ." والهيثم تابعي فالحديث مرسل.
وأورده الزبيدي في الإتحاف ٩/ ٦٠٤ عن أبي نعيم في هذا الموضع.
(٢) م: "الفوز" وهو تحريف.
(٣) م: يوم القيامة يوم تبدو الفضائح.

<<  <  ج: ص:  >  >>