للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فهذا غضب لله، ثم تكلم في حال غضبه لله بما لا يجوز، وحتَّم على الله بما لا يعلم، فأَحبط الله عمله، فكيف بمن تكلم في غضبه لنفسه ومتابعة هواه بما لا يجوز؟.

[[التحذير من اللعن في الغضب]]

* وفي صحيح مسلم عن عمران بن حُصين أَنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أَسفاره وامرأَة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنَتْها فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: خذوا متاعها ودعوها (١).

[[وقد يوافق ساعة إجابة]]

* وفيه أيضًا عن جابر، قال: سِرْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة (٢) ورَجُل من الأَنصار على ناضح (٣) له فتلدَّن عليه بعض التلدن (٤) فقال له (٥) سر لعنك الله.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انزل عنه فلا يصحَبنا مَلْعُون، لا تدْعوا على أَنفسكم، ولا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يُسأَلُ فيها عطاءً فيستجيبَ لكم" (٦).

فهذا كله يدل على أن دعاءَ الغضبان قد يُجاب إذا صادف ساعةَ إِجابة، وأَنه يُنهى عن الدعاء على نفسه، وأهله، وماله، في الغضب.

[[معنى آية سورة يونس]]

وأَما ما قاله مجاهد في قوله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} (٧).

قال: هو الواصل لأَهله وولده وماله إِذا غَضِب عليه (٨) قال: اللهم لا تُبارك فيه.


(١) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب: باب النهي عن لعن الدواب وغيرها ٤/ ٢٠٠٤، ٢٠٠٥، وهو عند ابن كثير في التفسير ٢/ ٤٠٨.
(٢) هي غزوة بطن بواط كما في مسلم، وبواط: جبل من جبال جهينة.
(٣) الناضح: البعير الذي يستقي عليه.
(٤) قال في النهاية ٤/ ٢٤٦: تلدن عليه: تلكأ وتمكث ولم ينبعث.
(٥) في صحيح مسلم: "شأ لعنك الله" وشأ كلمة لزجر البعير.
(٦) مسلم في كتاب الزهد والرقائق: باب حديث جابر الطويل .. - ٤/ ٢٣٠٤ ح ٣٠٠٩.
(٧) سورة يونس: ١١.
(٨) على أحد من الأهل والولد.

<<  <  ج: ص:  >  >>