للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وفي الصحيحين عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تباغضُوا ولا تحاسَدُوا ولا تدابَرُوا وكونوا عبادَ الله إخوانا" (١).

• ويروى معناه من حديث أبي بكرٍ الصديق مرفوعًا وموقوفًا" (٢).

* * *

[[معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحاسدوا"]]

• فقوله صلى الله عليه وآله وسلم "لا تحاسَدُوا".

يعني لا يَحْسُدْ بعضُكم بعضًا، والحسد مَرْكوزٌ في طباع البشَر، وهو أن الإنسان يكرهُ أن يفوقَهُ أحدٌ من جنسه في شيء من الفضائل ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام.

[[أقسام الناس في الحسد]]

• فمنهم مَنْ يسعى في زوال نعمة المحسُود بالبَغْي عليه بالقول والفعل.

• ثم منهم من يسعى في نقل ذلك إلى نفسه.

• ومنهم من يسعى في إزالته عن المحسود فقط من غير نقلٍ إلى نفسه، وهو شرهما وأخبثهما.

[[الحسد المذموم]]

وهذا هو الحسد المذموم المنْهِيُّ عنه.

وهو كان ذنْبَ إبليسَ؛ حيث كان حسدَ آدمَ عليه السلام لمَّا رآه قد فاق على


= من حديث واثلة كما تقدم، وفي ٤/ ٦٦، ٦٩، ٥/ ٣٣٩، ٣٨١ (الحلبي) من حديث شيخ من بني سليط رضي الله عنه وفي المجمع ٨/ ٧٣ أن إسناده جيد.
(١) أخرجه البخاري في: ٧٨ - كتاب الأدب: ٥٧ باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، وقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} ١٠/ ٤٨١ ح ٦٠٦٥ من رواية شعيب عن الزهري، عن أنس بن مالك، فذكره بمثله وزاد: "ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام".
وفي: ٦٢ - باب الهجرة وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث" ١٠/ ٤٩٢ ح ٦٠٧٦ من رواية مالك، عن ابن شهاب، عن أنس - بنحوه.
وأخرجه مسلم في: ٤٥ - كتاب البر والصلة والآداب: ٧ - باب تحريم التحاسد والتباغض والتدابر ٤/ ١٩٨٣ - ١٩٨٤ ح ٢٣ (٢٥٥٩) بمثل رواية الموضع الثاني من البخاري.
وأخرجه عقبة من وجوه أخرى عديدة عن أنس، زاد ابن عيينة في بعضها: "ولا تقاطعوا" وزاد شعبة في بعضها: "كما أمركم الله".
(٢) مسند أحمد ١/ ٣ و ٥ و ٧ وسنن ابن ماجه ٢/ ١٢٦٥ ح ٣٨٤٩ وعمل اليوم والليلة للنسائي ص ٥٠٢ ح ٨٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>