للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والظاهر أنه أراد أن عمر كان يخاف على نفسه في الحال من النفاق الأصغر، والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة (١) إلى النفاق الأكبر - كما أن العاصي بريد الكفر، فكما (٢) يُخْشَى على مَنْ أصَرّ على المعصية أن يسلب الإيمانَ عند الموت كذلك يخشى على من أصرّ على خصال النفاق أن يُسْلَبَ الإيمان؛ فيصيرَ منافقًا خالصًا (٣).

• وسئل الإمام أحمد: "ما تقولُ فيمن لا يخاف على نفسه النفاق؟ قال؟ ومَنْ يأمَنُ على نفسه النفاق؟ ".

• وكان الحسن يسمي من ظهرت منه أوصافُ النفاق العملي: منافقًا.

وروي نحوه عن حذيفة.

• وقال الشعبي: "مَنْ كذب فهو منافق".

وحكى محمد بن نصر المروزي هذا القول عن فرقة من أهل الحديث.

[مرتكب الكبيرة وهل يسمى كافرًا؟]:

وقد سبق في أوائل الكتاب ذكر الاختلاف عن الإمام أحمد وغيره في مرتكب الكبائر هل يسمى كافرًا كُفْرًا لا ينقل عن الله أم لا؟ واسم الكفر أعظمُ من اسم النفاق، ولعل هذا هو الذي أَنَكَرَهُ عطاء على الحسنِ إن صح ذلك عنه.

* * *

[[من أعظم خصال النفاق العملي]]

• ومن أعظم خصال النفاق العملي: أن يعمل الإنسان عملًا ويُظْهرَ أنه يقصد به الخير، وإنما عَمِله ليتوصل به إلى غرض له سَيِّيءِ، فيتم له ذلك، ويتوصَّلُ بهذه الخديعة إلى غَرَضه، ويفرح بمكره، وحَمْدِ الناس له على ما أظهره، وتوصُّلِه به إلى غَرَضِهِ السَّيِّئ الذي أبطنه.

* * *


(١) سقطت من م.
(٢) "أ": "كما".
(٣) حوار عمر مع حذيفة في هذا أخرجه مسلم في صحيحه: ١ - كتاب الإيمان: ٦٥ - باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، وأنه يأرز بين المسجدين ١/ ١٢٨ - ١٣٠ ح ٢٣١ (١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>