للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وربما عَسُرَ الوقوفُ على سر كونه نصف الصبر أكثرَ من عُسْر الوقوف على سر كون الطُّهور شَطْرَ الإيمان. والله أعلم.

[[والقرآن حجة لك أو عليك]]

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليك":

قالما الله عز وجل: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} (١).

• قال بعض السلف: "ما جالس أحدٌ القرآن فقام عنه سالمًا بل إما أن يربح أو أن يَخْسَرَ" - ثم تلا هذه الآية.

وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يمثل القرآن يوم القيامة رجلًا فيؤتى بالرجل قد حَمَله فخالفَ أمَره، فَيتَمَثَّلُ له خصْمًا فيقول: يارب حَمَّلتَه إياي فبئس حاملي، تعدّى حدُودي، وضيّع فرائضي وركب معصيتي، وترك طاعتي، فما يزال يقذف عليه بالحجج، حتى يقال: شأنَك به فيأخذه بيده فما يرسله حتى يكبّه على مِنْخَرِه في النار، ويؤُتَى بالرجُلِ الصَّالح كان قد حمله، [وحفظ أمره] (٢) فيتمثل خصمًا دونه، فيقول: يارب! حمَّلتَه إياي فخيرُ حامل، حفظ حدودي، وعمل بفرائضي، واجتنب معصيتي، واتَّبع طاعتي، فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال: شأنَك به، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يُلْبِسه حُلّة الإستبرق، ويعقدَ عليه تاجَ الملك، ويسقِيَهُ كأسَ الخمر" (٣).

• وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "القرآن شافع مشفع، وماحِلٌ (٤) مُصدَّق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومَن جعله خلْف ظهره قاده إلى النار".

وعنه قال: "يجيء القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه فيكون قائدًا إلي الجنة، أو يضهد عليه فيكون سائِقًا إلى النار".


= نصف الميزان والحمد لله تملأ الميزان، والله أكبر تملأ ما بين السماء والطهور نصف الإيمان، والصوم نصف الصبر. والحديث مضى ص ٦٣٠، ٦٣٨، ٦٤١.
(١) سورة الإسراء: ٨٢.
(٢) ما بين القوسين سقط من م، ب.
(٣) أورده في كنز العمال ١/ ٥٤٦ عن ابن أبي شيبة وابن الضريس من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده وفيه: " … قد حمله فما نفذ أمره .. فشأنك به … قد كان .. إياي فحفظ. وهو عند ابن أبي شيبة في المصنف ١٠/ ٤٩١ - ٤٩٢. وانظره في الفضائل لابن الضريس ١٠٠، والكشف ٣/ ٩٨ وهو فيه بإسناد ضعيف.
(٤) قال في النهاية ٤/ ٣٠٣: ومنه حديث ابن مسعود: القرآن شافع .. وما حل .. أي خصم مجادل مصدق.

<<  <  ج: ص:  >  >>