للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وكذلك في هذا الحديث أَمَرَ عند الافتراق والاختلاف بالتمسّك بسُنَّته وسُنَّة الخلفاء الراشدين من بعده.

[السُّنَّة]:

• والسُّنَّة هي الطريقة المسلوكة فيشمل ذلك التمسُّك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديمًا لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كلَّه.

• وروي معنى ذلك عن الحسن، والأوزاعي، والفُضَيل بن عياض.

وكثير من العلماء المتأخرين يخص اسم السُّنَّة بما يتعلق بالاعتقادات؛ لأنها أصل الدين، والمخالف فيها على خطر عظيم.

* * *

[[لا طاعة في المعصية]]

وفي ذكر هذا الكلام بعد الأمْرِ بالسمع والطاعة لأولي الأمر إشارة إلى أنه لا طاعة لأولي الأمر إلا في طاعة الله، كما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

"إنما الطاعة في المعروف" (١).

* * *


= هريرة رواه أبو داود في سننه والترمذي في الجامع وقال: حسن صحيح.
ثم قال عن حديث أنس: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، ولفظه: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة".
وانظر باقي تخريج الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ٢٠٣، ٢٠٤ وقد رد الشيخ الألباني ردًّا علميا دقيقًا على ابن حزم وابن الوزير والكوثري وسائر من رد الحديث!.
(١) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الطاعة في المعروف" جزء حديث أخرجه مسلم من حديث علي رضي الله عنه قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، واستعمل عليهم رجلًا من الأنصار، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فأغضبوه في شيء، فقال: اجمعوا لي حطبًا، فجمعوا له، ثم قال: أوقدوا نارًا، فأوقدوا، ثم قال ألم يأمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى، قال: فادخلوها، قال: فنظر بعضهم إلى بعض. فقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النار، فكانوا كذلك، وسكن غضبه، وطفئت النار، فلما رجعوا ذكررا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف راجع صحيح مسلم: كتاب الإمارة: باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية ٣/ ١٤٦٩ وهو عند البخاري في الأحكام: باب السمع والطاعة الإمام ما لم تكن معصية.

<<  <  ج: ص:  >  >>