للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أنكر (١).

• وقَضَى بذلك زيد بن ثابت على عمر (٢) لأُبيّ بن كعب ولم ينكراه.

وقال قتادة: فصل الخطاب الذي أوتيه داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ هو: أن البينة على المدعى، واليمين على من أنكر.

قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن البينة على المدَّعي واليمين على المدعَى عليه.

[[معنى قوله: "البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه"]]

قال: ومعنى قوله: "البينة على المدعي" يعني أنه يستحق بها ما ادعى لا أنها (٣) واجبة يؤخذ بها.

• ومعنى قوله: "اليمين على المدَعى عليه" أي يبرأ بها لا أنها (٤) واجبة عليه.

يؤخذ بها على كُلِّ حال، انتهى.

• وقد اختلف الفقهاء من أصحابنا والشافعية في تفسير المدعِي والمدعَى عليه.


(١) أورده البيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ١٥٠ من رواية جعفر بن برقان، عن معمر البصري، عن أبي العوام البصري قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: "أن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلى إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحِق لا نفاذ له، وآسِ بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك؛ حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا يَيْأسَ ضعيف من عدلك، البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحًا أحل حراما أو حرم حلالا، ومن ادعى حقًّا غائبًا أو بينة فاضرب له أمدًا ينتهي إليه، فإن جاء ببينة أعطيته بحق، فإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية؛ فإن ذلك أبلغ في العذر، وأجلى للعمى، ولا يمنعك من قضاء قضيته اليوم، فراجعت فيه لرأيك، وهديت فيه لرشدك، أن تراجع الحق؛ لأن الحق قديم لا يبطل الحق شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، والمسلمون عدول بعضهم على بعض في الشهادة إلّا مجلودًا في حد، أو مجربًا عليه شهادة الزور، أو ظنينًا في ولاء أو قرابة فإن الله عز وجل تولى من العباد السرائر، وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان، ثم الفهم الفهم فيما أدلى إليك مما ليس في قرآن ولا سنَّةٍ، ثم قايس الأمور عند ذلك، واعرف الأمثال والأشباه، ثم أعمد إلى أحبها إلى الله فيما ترى، وأشبهها بالحق، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس عند الخصومة والتنكر؛ فإن القضاء في مواطن الحق يوجب الله له الأجر، ويحسن به الذخر، فمن خلصت نيته في الحق ولو كان على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين لهم بما ليس في قلبه شأنه الله فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان له خالصًا وما ظنك بثواب غير الله في عاجل رزقه، وخزائن رحمته؟!!
وهو عند الدارقطني في السنن ٤/ ٢٠٦ - ٢٠٧ من وجهين: من رواية عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح الهذلي، ومن رواية أحمد بن حنبل، عن سفيان بن عيينة، عن إدريس الأوذي، عن سعيد بن أبي بردة.
(٢) أخرجه وكيع في أخبار القضاة ١/ ١٠٨ - ١١٠ مختصرًا مطولًا.
(٣)، (٤) م: "لأنها" وهو تحريف يحيل المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>