للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[عموم الآية]]

وكل هذا يَدْخُل في عموم لفظ الآية؛ فإن الله مدح الذين تتَجافَى جُنوبُهُم عن المَضَاجع لدعائه، فيشمل ذلك كلَّ من ترك النوم بالليل لذكر الله ودعائه، فيدخل فيه مَنْ صلَّى بين العِشاءَين، ومَن انتظر صلاةَ العشاء فلم ينم حتى يصليَها؛ لا سيما مع حاجته إلى النوم، ومجاهدة نفسه على تركه لأداءِ الفريضة.

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - - لمن انتظر صلاةَ العشاء -: "إنكم لن تزالُوا في صلاةٍ ما انتظرتُمُ الصَّلاة" (١).

• ويدخل فيه من نام ثم قام من نومه بالليل للتهجُّد، وهو أفضل أنواع التطوّع بالصلاة مطلقًا.

• وربما دخل فيه من ترك النومَ عند طلوع الفجر، وقام إلى أداء صلاة الصبح، لا سيَّما مع غَلَبة النوم عليه؛ ولهذا يُشرع للمؤذن في أذان الفجر أن يقول في أذانه: "الصلاة خير من النوم".

* * *

[[وصلاة الرجل من جوف الليل]]

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وصلاة الرجل من جوف الليل".

ذكر أفضل أوقات التهجُّدِ باللَّيلِ وهو جوف الليل.


= نزلت هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الآية كنا نجلس في المسجد وناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلون بعد المغرب إلى العشاء.
ثم قال البزار: لا نعلم روى زيد بن أسلم عن بلال سواه، وليس له طريق عن بلال غير هذا الطريق.
فلعل غرابة الحديث هي أساس ما أشار إليه ابن رجب من ضعف الحديث.
(١) أخرجه البخاري في كتاب المواقيت: باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء ٢/ ٥٨ - ٥٩ وباب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد ٢/ ١١٦ - ١١٧.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الصلاة: باب وقت صلاة العشاء ١/ ٢٢٦ والنسائي في كتاب المواقيت: باب آخر وقت العشاء ٢/ ٢٦٨.
وأحمد في المسند ٣/ ١٨٢، ١٨٩، ٢٠٠ كلهم من حديث أنس، ولفظ البخاري في الموضع الأول: قال أنس: نظرنا (انتظرنا) النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة حتى كان شطر الليل يبلغه فجاء فصلى لنا، ثم خطبنا فقال: ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لم تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة.
وقد روي الحديث من وجوه أخرى عن أبي سعيد وأبي هريرة وعبد الله بن سلام وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>