للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وفى رواية: "هل تصير دَنْدَنَتي وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ إلا أن نسألَ الله الجنة ونعوذَ به من النار" (١).

* * *

[[وإنه ليسير على من يسره الله عليه]]

• وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإنه لَيَسِيرٌ على مَن يَسَّرَهُ اللهُ عليه" إشارة إلى أن التوفيق كله بيد الله عز وجل. فمن يسَّرَ الله عليه الهُدَى (٢) اهتدى، ومَن لم ييسِّر عليه لم يتيسر له ذلك. قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (٣).


= قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: كيف تقول في الصلاة؟ قال: أتشهد ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حولهما ندندن".
وأخرجه ابن ماجه في السنن: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ١/ ٢٩٥ من حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بنحوه، وفيه التصريح بتعيين بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - المذكور عند أحمد وأنه أبو هريرة رضي الله عنه.
وقد صرح البوصيري في الزوائد بأن إسناده صحيح ورجاله ثقات كما أخرجه ابن ماجه في كتاب الدعاء: باب الجوامع من الدعاء ٢/ ١٢٦٤.
وأخرجه أبو داود بنحو رواية أحمد ثم رواه من حديث عبيد الله بن مقسم، عن جابر، ذكر قصة معاذ، قال: وقال - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - للفتى "كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟ " قال: اقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني ومعاذا حول هاتين" أو نحو هذا.
وآخر هذه الرواية يشهد لما في الأصل: "حولهما".
سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب تخفيف الصلاة ١/ ٢٩٢ - ٢٩٣.
(١) هذه الرواية أخرجها أحمد في المسند ٥/ ٧٤ وفيها القصة بتمامها وذلك من حديث معاذ بن رفاعة الأنصاري، عن رجل من بني سلمة يقال له سليم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إن معاذ بن جبل يأتينا بعد ما ننام ونكون في أعمالنا بالنهار، فينادي بالصلاة فنخرج إليه، فيطول علينا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معاذ بن جبل! لا تكن فتانا إما أن تصلي معي، وإما أن تخفف على قومك؟ " ثم قال: "يا سليم! ماذا معك من القرآن؟ " قال: إني أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل تصير دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة، ونعوذ به من النار؟ " … الحديث.
وأما معنى الدندنة فقد قال ابن الأثير في النهاية ٢/ ١٣٧: الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته ولا يفهم، وهو أرفع من الهينمة قليلًا، والضمير في حولهما للجنة والنار: أي حولهما ندندن، وفي طلبهما، ومنه دندن الرجل، إذا اختلف في مكان واحد، مجيئا وذهابا، وأما عنهما ندندن، فمعناه أن دندنتنا صادرة عنهما، وكائنة بسببهما.
(٢) م: "الهدية".
(٣) سورة الليل: ٥ - ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>