للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيجب على المؤمن محبة الله، ومحبةُ مَنْ يحبُّه الله من الملائكة، والرسل، والأنبياء، والصديقين، والشهداء، والصالحين عمومًا.

ولهذا كان من علامات وجود حلاوة الإيمان؛ أن يحبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله، وتحرم موالاة أعداء الله، ومن يكْرهه الله عمومًا.

وقد سبق ذكر ذلك في موضع آخر.

وبهذا يكون الدين كله لله.

ومن أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان.

[[حين تكون العلاقات على أساس الهوى]]

• ومن كان حبُّه وبغضُه وعطاؤهُ ومنعُه لهوى نفسه؛ كان ذلك نقصًا في إيمانه الواجب، فتجب (١) عليه التوبة من ذلك، والرجوعُ إلى اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من تقديم محبة الله ورسوله، وما فيه رضا الله ورسولِه، على هوى النفس ومراداتها كلها.

• قال وهيب بن الورد: "بلغنا - والله أعلم - أن موسى - عليه السلام - قال: يا ربّ! أوصني، قال: أوصيك بي، قالها ثلاثًا، حتى قال في الآخرة: أوصيك بي أن لا يَعْرِضَ لك أمرٌ إلا آثرتَ فيه محبتي على ما سواها.

فمن لم يفعل ذلك لم أزكّه ولم أرحمه (٢) ".

[[معنى الهوى أظنها: عند الإطلاق]]

• والمعروف في استعمال الهوى عند الإطلاق أنه الميل إلى خلاف الحق كما في قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (٣).

وقال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (٤).

• وقد يطلق الهوى بمعنى المحبة والميل مطلقًا فيدخل فيه الميلُ إلى الحق وغيره. وربما استعمل بمعنى محبة الحق خاصة والانقياد إليه.


(١) ب: م: "فيجب".
(٢) رواه أحمد في الزهد ١/ ١٢٧ بنحوه، وأبو نعيم في الحلية ٨/ ١٤١ - ١٤٢ بمثله.
(٣) سورة ص: ٢٦.
(٤) سورة النازعات: ٤٠، ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>