للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قومٌ بدعةً إلا رُفع مثلها من السُّنَّة فتمسُّكٌ بسُنَّة خير من إحداثِ بِدْعَة" (١).

وقد روي عن ابن عمر رضي اللّه عنه من قوله نحوُ هذا.

* * *

[[كل بدعة ضلالة]]

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل بِدْعَةٍ ضَلالة" من جوامع الكلم لا يخرُج عنه شيءٌ، وهو أصلٌ عظيم من أصول الدين، وهو شبيه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أحْدَثَ في أمرنا ما ليس منه فهو رَدُّ" (٢).

فكل مَن أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصلٌ من الدين يُرْجَعُ إليه فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة.

* * *

[[أساس استحسان بعض البدع]]

وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية.

فمن ذلك قول عمر رضي اللّه عنه، لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه" (٣).

وروي عنه أنه قال: "إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة".


(١) الحديث عند أحمد في المسند ٤/ ١٠٥ (الحلبي) من طريق سريج بن النعمان، عن بقية، عن أبي بكر بن عبد اللّه، عن حبيب بن عبيد الرحبي، عن غضيف بن الحارث الثمالى بمثله إلا أن فيه. وليست مجيبك إلى شيء منهما ....
وقد أورده الهيثمي في المجمع ١/ ١٨٨ عن أحمد والبزار، وقال: فيه أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، وهو منكر الحديث ومن طريق أبي بكر هذا أخرجه المروزي في السنة ح ٩٧.
(٢) هو الحديث الخامس في الكتاب.
(٣) أخرجه مالك في الموطأ: كتاب الصلاة: باب ما جاء في قيام رمضان ١/ ١١٤ - ١١٥ والبخاري أول كتاب صلاة التراويح (٤/ ٢٠٢ - ٢٠٤) من الفتح من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". قال ابن شهاب: فتوفي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - والناس على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر رضي اللّه عنهما.
وعن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبيد القاري أنه قال: خرجت مع عمر بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>