للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى الشهادتين وقال: "إن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم بالصلاة ثم بالزكاة" (١).

ومراده أن من صار مسلمًا بدخوله في الإسلام أمر بعد ذلك بإقام الصلاة، ثم بإيتاء الزكاة.

* * *

وكان من سأله عن الإسلام يذكر له مع الشهادتين بقية أركان الإسلام كما قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإسلام.

وكما قال للأعرابي الذي جاءه ثائر الرأس يسأله عن الإسلام.

* * *

[[الجمع بين ألفاظ الأحاديث]]

وبهذا الذي قررناه يظهر الجمع بين ألفاظ أحاديث هذا الباب ويتبين أن كلها حق، فإن كلمتي الشهادتين بمجردهما تعصم من أتى بهما، ويصير بذلك مسلمًا، فإذا دخل في الإسلام، فإن أقام الصلاة وآتى الزكاة، وقام بشرائع الإسلام فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم وإن أخل بشيء من هذه الأركان فإن كانوا جماعة لهم منعة قوتلوا.

* * *

[[فهم خاطئ]]

وقد ظن بعضهم أن معنى الحديث أن الكافر يقاتل حتى يأتي بالشهادتين، ويقيمَ الصلاة، ويؤتيَ الزكاة، وجعلوا ذلك حجة على خطاب الكفار بالفروع.

وفي هذا نظر.

وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قتال الكفار تدل على خلاف هذا.


(١) رواه مسلم في صحيحه: الإيمان: باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام ١/ ٥١ وفيه: إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإذا أطَاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم.
ورواه البخارى في صحيحه: كتاب الزكاة: باب وجوب الزكاة وقول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [سورة البقرة: ٤٣، ٨٣، ١١٠] ٣/ ٢٦١ ح ١٣٩٥ وأطرافه ١٤٥٨، ١٤٩٦، ٢٤٤٨، ٤٣٤٧، ٧٣٧١، ٧٣٧٢ بنحو ما روى مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>