للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والصديقين والشهداء يوم القِيامة هكذا " ونصب أصبعيه " ما لم يعقَّ والديه ".

* * *

[[النص على دخول الجنة ببعض الأعمال]]

وقد وَرَد ترتب (١) دخول الجنة على فعل بعض هذه الأعمال كالصلاة؛ ففي الحديث المشهور "من صَلَّى الصلوات لوقتها كان له عند الله عَهَدٌ أَن يدخله الجنة " (٢).

وفي الحديث الصحيح: " من صلى البَرْدَين دخل الجنة " (٣).

[[أعمال لا تكفي بدون أعمال أخرى]]

وهذا كله من ذكر السبب المقتضي الذي لا يَعمل عمله إِلا باستجماع شروطه، وانتفاء موانعه؛ ويدل على هذا ما خرجه الإِمام أحمد (٤) عن بشير بن الخصاصية (٥)


(١) ب: "ترتيب".
(٢) في ذلك يروي أبو داود في سننه: كتاب الصلاة: باب المحافظة على وقت الصلوات ١/ ٢٩٨ - ٢٩٩ من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: " خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهنَّ وركوعهنّ وسجودهن ومواقيتهن وصيام رمضان. وحج البيت إن استطاع إليه سبيلًا، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة ". قالوا: يا أبا الدرداء! وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة. ويروي عقب هذا من حديث سعيد بن المسيب: أن أبا قتادة بن ربعي أخبره قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تعالى: " إني فرضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهدا: أنه من جاء يحافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة، ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي ".
(٣) المراد بالبردين صلاتا الصبح والعصر. لأنهما في بردي النهار أي أطرفيه: حين يطيب الهواء وتذهب سَوْرة الحر.
والحديث متفق عليه رواه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة: باب فضل صلاة الفجر ٢/ ٥٣ ورواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما ١/ ٤٤٠ من حديث أبي موسى الأشعري.
(٤) في المسند ٥/ ٢٢٤ (الحلبي) وفيه: " … فاشترط أؤدي الزكاة .. شهر رمضان .. أما اثنتان .. ثم حرك يده .. ثم قال .. فبما .. أنا أبايعك .. فبايعت .. " وما بين المعقوفين سقط من الأصل ومن " م " هـ هو في المسند.
والجشع: الجزع، والرِّسْلُ في الأصل: اللبن، وقد يراد به الخصب واليسر والسعة.
والحَمُولة: ما يحتمل عليه الناس من الدواب سواء كانت عليها الأحمال أم لم تكن كالركوبة.
وكأنه يريد أن يعبر عن ضيق ذات يده عن الصدقة فليس له إلَّا تلك الغنيمة والنوق التي يعتمدون عليها فيما تدره من لبن، ثم فيما تحتمله لهم من متاع، أو تنقلهم إليه من بقاع.
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، ١/ ٤٢ عن الطبراني في الكبير والأوسط وعن أحمد في هذا الموضع وأورد لفظ الطبراني وقال: رجال أحمد موثقون.
وعنده: فأخاف إن حضرني قال خشعت نفسي فكرهت الموت … وحركها وقال: لا صدقة ولا جهاد؟ … الحديث ".
(٥) في م: "الخطاصية" وهو تصحيف، فهو بشير بن الخصاصية السدوسي وهو بشير بن معبد السدوسي.=

<<  <  ج: ص:  >  >>