للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١] قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" (١).

[٢] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

[٣] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: للذي اختصر له في الوصية: "لا تغضب" (٢).

[٤] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (٣).

[مَنْ حَسُن إسلامُه تَرَكَ ما لا يعنيه بحكم الشرع]:

ومعنى هذا الحديث: أن من حَسُن إسلامه ترك ما لا يعنيه من قول وفعل، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال.

ومعنى يعنيه: أنه تتعلق عنايته به، ويكون من مقصده ومطلوبه.

• والعناية: شدة الاهتمام بالشيء يقال: عناه يعنيه إذا اهتم به، وطلبه.

وليس المراد أنه يترك ما لا عناية له به (٤)، ولا إرادة - بحكم الهوى وطلب النفس، بل بحكم الشرع والإسلام.

ولهذا جعله من حسن الإسلام؛ فإذا حَسُنَ إسلامُ المرء ترك ما لا يعنيه في الإسلام من الأقوال والأفعال؛ فإن الإسلام يقتضي فعل الواجبات كما سبق ذكره في شرح حديث جبريل عليه السلام، وإن الإسلام الكامل (٥) الممدوح يدخل فيه ترك المحرمات، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" (٦).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الأدب: باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ١٠/ ٤٤٥. وباب حق الضيف ١٠/ ٥٣١، ٥٣٢ ح ٦٠١٨، ٦٠١٩، ٦١٣٥، ٦١٣٦، ٦١٣٨ وفي الرقاق: باب حفظ اللسان ١١/ ٣٠٨ ح ٦٤٧٥ ومسلم في كتاب اللقطة: باب الضيافة ونحوها ٣/ ١٧٥٢ - ١٧٥٣ من حديثي أبي هريرة، وأبي شريح الخزاعي.
(٢) أخرجه البخارى في كتاب الأدب: باب الحذر من الغضب ١٠/ ٥١٩ ح (٦١١٦) من حديث أبي هريرة: أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني. قال: "لا تغضب"، فردد مرارًا قال: "لا تغضب".
وروى نحوه من حديث ابن عمر، راجع فتح الباري في الموضع المذكور.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان: باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ١/ ٥٦ - ٥٧.
ومسلم في كتاب الإيمان: باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير ١/ ٦٧.
كلاهما من حديث أنس بن مالك.
(٤) ليست في ب ولا في "ا".
(٥) ليست في ب.
(٦) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان: باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ١/ ٥٣ ومسلم في كتاب الإيمان: باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل ١/ ٦٥ من رواية عبد الله بن عمر وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>