للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[من هو السعيد؟]]

فالسعيد من أَصلح ما بينه وبين الله؛ فإِنه مَنْ أَصلح ما بينه وبين الله أَصلح الله ما بينه وبين الخلق، ومَن التمس محامدِ الناس بسخط الله عاد حامدُه من الناس له ذامًّا.

* * *

•قال أَبو سليمان (١): الخاسرُ من أَبدى للناس صالح عمله، وبارز بالقبيح مَن هو أقرب إليه من حبل الوريد.

[[من أعجب ما روي في ذلك]]

• ومن أعجب ما روي في هذا ما روي عن أبي جعفر السائح قال: كان حبيب أبو محمد تاجرًا يكري الدراهم فمر ذات يوم فإذا هو بصبيان يلعبون فقال بعضهم لبعض: قد جاء آكل الربا، فنكس رأسه، قال: يا رب أَفشيت سري إلى الصبيان. فرجع فجمع ماله كله، قال: يا رب إني أَسيرٌ، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال، فأَعتقني. فلما أَصبح تصدق بالمال كله، وأَخذ في العبادة، ثم مر ذات يوم بأولئك الصبيان، فلما رأَوه قال بعضهم لبعض: " اسكتوا فقد جاءَ حبيب العابد ". فبكى وقال: " يا رب! أَنت تذم مرة، وتحمدُ مرة، وكله من عندك ".

* * *

[[وأتبع السيئة الحسنة]]

• وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " وأتبع السيئة الحسنة تمحها ": لما كان العبد مأْمورًا بالتقوى في السر والعلانية مع أنه لابد أَن يقع منه أَحيانًا تفريط في التقوى إِما بترك بعض المأْمورات، أَو بارتكاب بعض المحظورات، فأَمره (٢) بأَن يفعل ما يمحو به هذه السيئة وهو أَن يُتبعها بالحسنة؛ قال الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (٣).

* * *


(١) هو أبو سليمان: عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني ( .. - ٢١٥ هـ) وانظر بقية كلامه هذا في حلية الأولياء ٩/ ٢٧٥ - ٢٧٦.
(٢) ظ: " فأمره أن يفعل ".
(٣) سورة هود: ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>