وقد رواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٢/ ٢٧٢ - ٢٧٣ ح ٦٩٧، ٦٩٨، ٦٩٩: أ - من رواية معاذ بن المثنى، عن مسدد، عن خالد، عن عطاء بن السائب، عن يعلى بن مرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تمثلوا بعباد الله" ب - من طريق المقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن ورقة بن عمر، عن عطاء بن السائب، عن غير واحد من ثقيف، عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمثلوا بعباد الله". ج - من رواية محمد بن إسحاق بن راهويه، عن أبيه، عن جرير، عن عطاء بن السائب، عن أناس من قومه، عن يعلى بن مرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تمثلوا بعبادي". فهذا النص الذي ساقه ابن رجب: "لا تمثلوا بعباد الله" ليس في مسند أحمد ولا من روايته وإنما هو كما رأيت من رواية الطبراني وفي معجمه الكبير. على أن هذه الروايات سواء أكانت من رواية أحمد على ما سبق أو من رواية الطبراني مطعون فيها بما يلي: ١ - أن من رواتها عطاء بن السائب عند أحمد وعند الطبراني والمأخوذ عنه أنه اختلط وأنَّه وإن كان قد روى عن يعلى عند أحمد مرة دون واسطة ومرة بواسطة عبد الله بن حفص وعند الطبراني كذلك إلا أن الذي روى عنه عند أحمد والطبراني من طعن في روايته عنه وهم محمد بن فضيل وجرير ووهيب … إلخ. ٢ - أن عطاء بن السائب لم يسمع من يعلى بن مرة. ٣ - أن عبد الله بن حفص الذي روى عنه عطاء عند أحمد مجهول. ٤ - أن الحديث أتي عند الطبراني حديثًا قُدسيًا دون أن تذكر فيه رواية للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الله عز وجل. ٥ - أنه سواء أكان من رواية أحمد أو من رواية الطبراني فهو حديث ضعيف جدًا. ومع ذلك استشهد به ابن رجب دون أن ينبه على ذلك أو دون أن يتنبه لذلك. ويراجع تهذيب التهذيب ٧/ ٢٠٣ - ٢٠٧ في ترجمة عطاء بن السائب. وينظر مجمع الزوائد ٦/ ٢٤٨ في تضعيف الحديث. (١) رواه أحمد في المسند ٢/ ٩٢ (الحلبي) من طريق أبي النضر عن شريك، عن معاوية بن إسحاق، عن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره بالنص المذكور. ورواه في ٢/ ١١٥ من طريق أسود وحسين عن شريك به عن رجل من أصحاب النبي [قال أبو صالح] أراه ابن عمر، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه من حديث أسود وبمثله من حديث حسين. وقد أورد الهيثمي في المجمع ٦/ ٢٤٩ - ٢٥٠ رواية الموضع الثاني وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط عن ابن عمر من غير شك، [أي كرواية أحمد الأولى] ثم قال: ورجال أحمد ثقات.