للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صحبُوا الدنيا بأجسادٍ أرواحُها معلَّقةٌ بالمحل الأعلى.

* * *

وفي هذا المعنى قيل:

جسمي معي غَيْرَ أن الرُّوحَ عِنْدَكُمُ … فالجسمُ في غُرْبَةٍ والرُّوحُ في وَطَنِ

* * *

وقال غيره:

ولقد جَعَلْتُكَ في الفُؤَادِ مُحَدِّثِي … وأَبَحْتُ جِسمي مَنْ أرادَ جُلُوسِي

فالجسم مني للجليس مؤانسٌ … وحبيبُ قَلْبِي ففي الفؤادِ أَنيسِي

* * *

[[كان هذا حال الأنبياء والصديقين]]

• وهذه كانت حالةَ (١) الرسل والصديقين (٢) كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} (٣) وفي الترمذي مرفوعًا يقول الله عزّ وجلّ: "إنَّ عبدي كلّ عبدي: الذي يذكُرني وهو مُلاقٍ قِرْنَه (٤) ".

• وقال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} (٥) يعني الصلاة في حال الخوف.

• ولهذا قال: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (٦).


(١) م: "حال".
(٢) ليست في "أ".
(٣) سورة الأنفال: ٤٥.
(٤) الترمذي في: ٤٩ - كتاب الدعوات: ١١٩ - باب حدثنا محمود بن غيلان ٥/ ٥٧٠ ح ٣٥٨٠ من رواية أبي الوليد الدمشقي، عن أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، عن الوليد بن مسلم، عن عفير بن معدان، عن أبي دوس اليحصبي، عن ابن عائذ اليحصبي، عن عمارة بن زعكرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله عز وجل يقول … فذكره، وفي آخره: يعني محمد القتال.
وعقب عليه بقوله: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ليس إسناده بالقوي، ولا نعرف لعمارة بن زعكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث الواحد، ومعنى قوله: وهو ملاق قرنه، إنما يعني عند القتال، يعني أن يذكر الله في تلك الساعة.
(٥) سورة النساء: ١٠٣.
(٦) سورة النساء: ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>