للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير يونس بن ميسرة للزهد]:

وخرجه ابن أبي الدنيا (١) من رواية محمد بن مهاجر عن يونس بن ميسرة قال: "ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا بإضاعة (٢) المال، ولكنَّ الزهادة في الدنيا أن تكونَ بما في يد الله أوثقَ منك بما في يدك (٣)، وأن تكون حالُكَ في المصيبة (٤) وحالك إذا لم تصَبْ بها سواءً، وأن يكون مادِحُكَ وذامُّكَ في الحق سواءً".

ففسر الزهد في الدنيا بثلاثة أشياء كلها من أعمال القلوب لا من أعمال الجوارح، ولهذا كان أبو سليمان يقول: لا تشهد لأحد بالزهد، فإنَّ الزهدَ في القلب:

• أحدها أن يكون العبدُ بما في يد الله أوثق (٥) منه بما في يد نفسه.

وهذا ينشأ من صحة اليقين وقوته؛ فإن الله سبحانه (٦) ضمن أرزاق عباده وتكفل بها كما قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (٧). وقال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (٨). وقال تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} (٩). وقال (١٠) الحسن: "إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثقَ منك بما في يد الله عز وجل".

• وعن عليّ (١١) وابن مسعود قالا: إنَّ أرْجَى ما يكون (١٢) الرزق إذا قالوا ليس في الدَّنِّ (١٣) دقيق".

• وقال مسروق: "إنَّ أحسنَ ما أكونُ ظنًّا حين يقول الخادِمُ ليس في البيت قفيز من قمح ولا درهم".

• وقال الإمام أحمد (١٤): "أَسَرُّ أيامي إليَّ يوم أُصبِحُ وليس عندي شيء".

• وقيل لأبي حازم الزاهد (١٥): ما مالُكَ؟ قال: لي مالان لا أخشى معهما الفقر: الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس.


(١) ليست في ب.
(٢) "ا": "ولا إضاعة".
(٣) ب: "بما في يديك".
(٤) م: "في المصيبة حالك".
(٥) ليست في ب.
(٦) ليست في ب.
(٧) سورة هود: ٦.
(٨) سورة الذاريات: ٢٢.
(٩) سورة العنكبوت: ١٧.
(١٠) ب: "قال".
(١١) ليس هذا القول في "ا"، وفي ب: "وروي عن ابن مسعود".
(١٢) ب: "ما أكون".
(١٣) م: "في الدنيا "ل: "في المدن".
(١٤) مضروب عليها في ب وهي في "ا".
(١٥) الخبر في الحلية ٣/ ٢٣١ - ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>