للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[والزهري أيضًا].

ويستنبط أيضا من قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا} إلى قوله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (١) وقال الزهري: بلغنا أنها نزلت في اليهوديين اللذين رجمهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: إني أحكم بما في التوراة وأمر بهما فرجما (٢).

* * *

• وخرج مسلم في صحيحه من حديث البراء بن عازب قصة رجم اليهوديين (٣)، وقال في حديثه: فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} (٤) وأنزل {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (٥) في الكفار كلها.

• وخرجه الإمام أحمد وعنده: فأنزل الله: {لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} يقولون: ائتوا محمد فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا إلى قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: في اليهود (٦).


(١) سورة المائدة: ٤٤ - ٤٩ وانظر أسباب نزول القرآن للواحدي ١٩٠.
(٢) راجع في هذا ما أخرجه أبو داود في كتاب الحدود: باب رجم اليهوديين ٢/ ٤٦٥ وابن كثير في التفسير ٢/ ٥٨ - ٥٩ الطبري في التفسير ١٠/ ٣٣٨ - ٣٤٠ ح ١٢٠٠٨.
(٣) قصة رجم اليهوديين لم يخرجها مسلم في صحيحه من حديث البراء بن عازب وإنما خرجها من حديث عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بيهوديين قد زنيا فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جاء يهود. فقال: "ما تجدون في التوراة على من زنى؟ قالوا: نسود وجوههما ونحممُهما ونخالف بين وجوههما. ويطاف بهما. وقال: فائتوا بالتوراة إن كنتم صادقين، فجاءوا بها فقرأوها. حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم، وقرأ ما بين يديها وما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام وهو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مره فليرفع يده. فرفعها، فإذا تحتها آية الرجم فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجما ح ٢٦ - (١٦٩٩).
أما ما في مسلم من حديث البراء فرجم يهودي واحد. وهذا سياق مسلم عن البراء بن عازب قال: مُرَّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محمَّمًا (مسود الوجه) مجلودًا فدعاهم - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ "، قالوا نعم .. الحديث وفيه: فأمر به فرجم، فأنزل الله عز وجل {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله: {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} وأنزل الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ … } والآيتين التاليتين. ورواية أحمد التالية هي من حديث البراء بسياقة مسلم.
وبهذا يكون قد التبس على ابن رجب حديث ابن عمر بحديث البراء بن عازب - رضي الله عنهما - راجع صحيح مسلم. كتاب الحدود: باب رجم اليهود أهل الذمة في الزنا ٣/ ١٣٢٦ - ١٣٢٧ ح ١٧٠٠.
(٤) سورة المائدة: ٤١.
(٥) سورة المائدة: ٤٤.
(٦) سورة المائدة: ٤٢.
والحديث في مسند أحمد ٤/ ٢٨٦ (الحلبي) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>