للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[أعظم الشدائد]]

وأَعظم الشدائد اليَ تنزل بالعبد في الدنيا: الموت، وما بعده أَشَد منه.

[[وجوب الاستعداد]]

• إِن لم يكن مصير العبد إلى خير. فالواجب على المؤمن: الاستعداد للموت وما بعده في حال الصحة بالتقوى والأعمال الصالحة قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (١).

[[وأثر ذلك]]

• فمن ذكر الله في حال صحته ورخائه، واستعد حينئذ للقاء الله عز وجل بالموت وما بعده - ذكره الله عند هذه الشدائد فكان معه فيها، ولطف به وأَعانه وتولاه وَثبَّتَهُ على التَّوحِيد، فلقيه وهو عنه راض.

ومن نسي الله في حال صحته ورخائه ولم يستعدَّ حينئذ للفائه نسيه الله في هذه الشدائد، بمعنى أنه أعرض (٢) عنه وأَهمله. فإِذا نزل الموت بالمؤمن المستعد له أحسن الظن بربه، وجاءَته البشرى من الله فأحب لمَاء الله: وأَحب الله لقاءَه.

والفاجر بعكس ذلك.

وحينئذ يفرح المؤمن ويستبشر بما قدمه مما هو قادم عليه، ويندم المفرط، ويقول: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} (٣).

[[من مأثور السلف]]

• قال أَبو عبد الرحمن السلمي قبل موته: " كيف لا أرجو ربي وقد صُمْتُ له ثمانين رمضان؟ ".

* * *

• وقال أبو بكر بن عياش لابنه عند موته: " أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم


(١) سورة الحشر: ١٨.
(٢) ب: " إِذا أعرض … " وفيها زيادة خاطئة.
(٣) سورة الزمر من الآية ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>