للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه.

* * *

[[ويتحدث بنعمة الله عليه].]

• وإن علم المرءُ أن الله قد خصه على غيره بفضل فأخبر به لمصلحة دينية، وكان إخباره على وجه التحدث بالنعم، ويرى نفسه مقصرًا في الشكر كان جائزًا؛ فقد قال ابن مسعود: "ما أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله مني".

ولا يمنع هذا أن يحب للناس أن يشاركوه فيما خصه الله به، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: إني لأمُرُّ على الآية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم.

* * *

[[ولا يتفاخر بما حباه الله به].]

• وقال الشافعي: "وددتُ أن الناس تعلّموا هذا العلم ولم يُنْسَبْ إليّ منه شيء (١) ".

* * *

[[ويسعى في خير غيره].]

• وكان عتبة الغلام إذا أراد أن يفطر يقول لبعض إخوانه المطلعين على أعماله: "أخْرِجْ إليّ ماءً أو تمرات أفطر عليها ليكون لك مثلُ أجْرِي (٢) ".

* * *


(١) رواه أبو نعيم في الحلية ٩/ ١١٨ عن الربيع من وجهين قال في أولهما: سمعت الشافعي يقول؛ فذكره بنحوه، وقال في الثاني: دخلت على الشافعي وهو عليل، فسأل عن أصحابنا وقال: يا بني! لوددت أن الخلق كلهم تعلموا - يريد كتبه أو علمه - ولا ينسب إليّ منه شيء.
(٢) في م. هـ "ليكون لك أجر مثل أجري" والخبر رواه أبو نعيم في الحلية ٦/ ٢٣٥ من طريق عبد الله بن عيسى الطفاوي، عن أبي عبد الله الشحام قال: كان عتبة يبيت عندي قال: فكان يبيت في بيت وحده، قال عبد الله فقلت له: ما كانت عبادته؟ قال كان يستقبل القبلة فلا يزال في فكر وبكاء حتى يصبح، قال: وربما جاءني وهو مُمْسٍ فقول: أخرج إليّ شربة من ماء أو تمرات أفطر عليها فيكون لك مثل أجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>