للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[النصيحة للرسول في حياته وبعد مماته]]

وأما النصيحة للرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته، ومعاونته، وبذل المال إذا أراده، والمسارعة إلى محبته.

وأما بعد وفاته فالعناية بطلب سنته، والبحث عن أخلاقه وآدابه، وتعظيم أمره، ولزوم القيام به، وشدة الغضب، والإعراض عمن تدين بخلاف سنته، والغضب على من ضيعها لأثرة دنيا، وإن كان متدينا بها، وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام، والتشبه به في زيه ولباسه.

* * *

[[النصيحة لأئمة المسلمين]]

وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب صلاحهم (١) ورشدهم، وعدلهم، وحب اجتماع الأمة عليهم (٢)، وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل، والبغض لمن رأى الخروج عليهم، وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل.

* * *

[[النصيحة لعامة المسلمين]]

وأما النصيحة للمسلمين فأن يحبَّ لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم، ويرحم صغيرهم، ويوقر كبيرهم، ويحزنَ لحزنهم، ويفرح لفرحهم، وإن ضره ذلك في دنياه، كرخص أسعارهم. وإن كان في ذلك فوات ربح ما بيع من تجارته وكذلك جميع ما يضرهم عامة، ويحب صلاحهم، وألفتهم ودوام النعم عليهم، ونصرهم على عدوهم، ودفع كل أذى ومكروه عنهم.

* * *

[[النصيحة عند ابن الصلاح]]

وقال أبو عمرو بن الصلاح (٣): النصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح


(١) في "الصلاة": "طاعتهم".
(٢) في "الصلاة": "كلهم" وهو تحريف
(٣) في كتابه: "صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط" ص ٢٢٣ - ٢٢٤ لكنه صدر هذا فيه بقوله: فقوله "الدين النصيحة" لفظ يفيد الحصر فكأنه قال: ليس الدين إلا النصيحة لله =

<<  <  ج: ص:  >  >>