للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحديث الحادى والثلاثون]

عَنْ أَبي العَبَّاس سَهْلِ (١) بْنِ سَعْدٍ السَّاعِديِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ:

جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللهُ وأَحَبَّنِي النَّاسُ فَقَالَ: "ازْهَدْ في الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيما (٢) عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ" حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ ماجه وَغَيْرُهُ بِأَسَانِيدَ حَسَنَةٍ.

* * *

[[تخريج الحديث]]

هذا الحديث خرجه ابن ماجه من رواية خالد بن عمرو القرشي، عن سفيان الثوري عن أبي حازم، عن سهل بن سعد (٣).


(١) في ب: "عن سهل".
(٢) ب: "وازهد فيما في أيدي الناس".
(٣) أخرجه ابن ماجه في السنن: ٣٧ - كتاب الزهد: ١ - باب الزهد في الدنيا ٢/ ١٣٧٣ - ١٣٧٤ ح ٤١٠٢ من طريق أبي عبيدة بن أبي السفر، عن شهاب بن عباد، عن خالد بن عمرو القرشي، عن سفيان الثوري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك".
وقد علق البوصيري في الزوائد ٢/ ٣١٩ على هذا فقال: "هذا إسناد ضعيف؛ خالد بن عمرو قال أحمد وابن معين: أحاديثه موضوعة، وقال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان ينفرد عن الثقات بالموضوعات؛ لا يحل الاحتجاج به بخبره، ثم غفل فذكره في الثقات - وضعفه أبو داود والنسائي، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه أو كلها موضوعة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك: كتاب الرقاق: باب ازهد في الدنيا يحبك الله ٤/ ٣١٣ من طريق أبي بكر: محمد بن جعفر الآدمي، عن أبي جعفر: أحمد بن عبيد بن ناصح، عن خالد بن عمرو - به - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعظ رجلًا فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله عز وجل وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس".
وعقب عليه بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورد الذهبي هذا التصحيح فقال: خالد وضاع.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٦/ ١٦٣، ح ٥٩٧٢ من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي عن منجاب الحارث ومن طريق علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد: القاسم بن سلام كلاهما عن خالد بن عمرو به - بنحوه.
وابن حبان في روضة العقلاء: ذكر الزجر عن الطمع إلى الناس ص ١١ والمنذري في الترغيب والترهيب ٤/ ١٥٧ - ١٥٦ عن ابن ماجه، وعقب عليه بقوله: رواه ابن ماجه، وقد حسن بعض مشايخنا إسناده وفيه بعد، لأنه من رواية خالد بن عمرو القرشي الأموي السعيدي عن سفيان الثوري، عن أبي حازم، عن سهل، وخالد هذا قد ترك واتهم، ولم أر من وثقه، لكن على هذا الحديث لامعة من أنوار النبوة، ولا يمنع كون راويه ضعيفًا أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله، وقد تابعه عليه محمد بن كثير الصنعاني، عن سفيان، ومحمد - هذا - وقد وثق على ضعفه، وهو أصلح حالًا من خالد، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>