للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[وجملة القول]]

• وفي الجملة فتقوى الله في السر هو علامة كمال الإِيمان، وله تأثير عظيم في إِلقاء الله لصاحبه الثناءَ في قلوب المؤمنين.

• وفي الحديث:

" ما أَسرَّ عبد سريرة إلا أَلبسه الله رداءَها علانية: إِن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر " (١).

روي هذا الحديث مرفوعًا، وروي عن ابن مسعود من قوله.

* * *

[[من مأثور السلف في هذا]]

• وقال أَبو الدرداء: ليتق أَحدكم أَن تلعنه قلوبُ المؤمنين وهو لا يَشْعُرُ؛ يخلو بمعاصي الله فيُلقي الله له البُغض في قلوب المؤمنين.

• وقال سليمان التيمي: " إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته ".

• وقال غيره: " إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله، ثم يجيء إِلى إِخوانه فيَروْن أَثر ذلك عليه ".

* * *

[من أَعظم الأدلة قراءة الخلق لآثار المعصية]:

• وهذا من أَعظم الأدلة على وجود الإله الحق المجازي بذرَّات الأعمال في الدنيا قبل الآخرة، ولا يضيع عنده عمل عامل، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار (٢).


(١) حديث ضعيف جدًّا، رواه الطبراني، راجع سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني: ٢٣٧. بل يتجه الهيثمي إلى القول برضعه، فقد أورده في المجمع (١٠/ ٢٢٥) من حديث جندب بن سفيان وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفبه حامد بن آدم وهو كذاب.
(٢) لا شك أن هذه لمحة جليلة من لمحات ابن رجب في الاستدلال على وجود الله بظهور أثر الذنب الذي لم يطبع عليه أحد من البشر، وسواء أظهر أثر السيئة للخلق أم لم يظهر فإن المرء يحسُّ في نفسه بجزاء الله له على ما اقترف، وهو سبحانه يقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)} [الشورى: ٣٠] ويقول: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: ٧٩]
ولو أن الإنسان - عند إصابة الله له بشيء - راجع نفسه فيما يتعلق بعلاقته بالله، وعلاقته بالناس من حوله، ووقف على أخطائه لعرف صدق ما قال ابن رجب، وما أشرنا إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>