للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد: عن عمرو بن عَبَسَة (١)، قال:

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسُولَ الله! مَا الإسلام. قَالَ: "أنْ يُسْلِمَ قَلبُكَ [لله]، وَأنْ يَسْلَمَ المسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ".

قَالَ: فَأيُّ الإسْلامِ أفضلْ، قَالَ: "الإيمانُ". قَالَ: وَمَا الإيمان؟ قَالَ: "أنْ تؤْمِنَ بِالله وملائِكَتِه وَكُتُبِه وَرُسُلِهِ والبَعْثِ بعْدَ الموْتِ". قَالَ: فَأيُّ الإيمان أفْضلُ؟ قَالَ: "الهِجْرةُ" قَالَ: فما الهِجْرَةُ؟ قالَ: "أنْ تَهْجُرَ السُّوءَ" قَالَ: فأيُّ الهِجرةِ أفْضَلُ قَالَ: "الجِهَادُ".

فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمانَ أفضلَ الإسلام وأدخل فيه الأعمال.

* * *

[[بين الإيمان والإسلام]]

وبهذا التفصيل يظهر تحقيق القول في مسألة الإسلام والإيمان هل هما واحد أو مختلفان؛ فإن أهل السنة والحديث مختلفون في ذلك، وصنفوا في ذلك تصانيف متعددة؛ فمنهم من يدّعي أن جمهور أهل السنة على أنهما شَيْءٌ واحد منهم محمد بن نصر المروزي، وابنُ عبد البر.

وقد روي هذا القول عن سفيان الثوري من رواية أيوب بن سويد الرملي عنه.

وأيوب فيه ضعف (٢).


(١) في هـ، م: "عنبسة" وهو تحريف. فهو عمرو بن عبسة بن عامر السلمي، كان أحد السابقين إلى الإسلام، روى عنه ابن مسعود، وسهل بن سعد توفي في أواخر خلافة عثمان على ما في تهذيب التهذيب ٨/ ٦٩ راجع أيضًا ترجمته في الحلية ٣/ ١٥ والحديث في مسند أحمد ٤/ ١١٤ (حلبي) وقد أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ٥٩ عن أحمد والطبراني وقال: رجاله ثقات.
وتتمة الحديث في مسند أحمد:
قال: وما الجهاد؟ قال: "أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم" قال: فأي الجهاد أفضل، قال: "من عقر جواده، وأهريق دمه" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما: حجة مبرورة أو عمرة".
(٢) ضعفه أحمد والبخاري والنسائي وابن معين والعقيلي وغيرهم توفي سنة ١٩٣، وقيل ٢٠٢ راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ١/ ٤٠٥ - ٤٠٦. والضعفاء والمتروكين للنسائي ص ١٥٠ وقد ذكر أنه ليس بثقة، والضعفاء الكبير للعقيلي، ١/ ١١٣ - ١١٤ وفيه قول ابن المبارك عن ابن سويد: ارم به، وقول البخاري: أيوب … يتكلمون فيه، والتاريخ الكبير للبخاري ١/ ١/ ١١٧ وفيه قول البخاري إضافة - إلى ذلك، عن محمد بن إسحاق: غرق أيوب بن سويد في البحر سنة ثلاث وتسعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>