للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غفلة الناس، فخلوا في موضع، فذكرا الله ثم تفرقا، ثم مات أحدهما، فلقيه الآخر في منامه، فقال له: "أشعرتَ أن الله غَفَر لنا عشيةَ التقينا في السوق؟ ".

* * *

[[وظائف الذكر في اليوم والليلة]]

(فصل) في وظائفِ (١) الذّكْرِ الموظَّفة في الْيَوْمِ وَاللّيلَة.

• معلوم أن الله فرضَ على المسلمين أن يَذْكروه كلّ يوم وليلة خمس مراتٍ، بإقامة الصلوات الخمس في مواقيتها المؤقتة، وشَرَع لهم مع هذه الفرائض الخمس أن يذكروه ذِكْرًا يكونُ لهم نافلةً، والنافلة: الزيادة؛ فيكون ذلك زيادةً على الصلوات الخمس، وهُوَ نوعان:

• أحدهما: ما هو من جنس الصلاة، فشرع لهم أن يصلّوا مع الصلوات الخمس قبلَها أو بعدَها، أو قبلها وبعدها، سُنَنًا؛ فتكونَ زيادةً على الفريضة، فإن كان في الفريضة نقصٌ جَبَر نَقْصَهَا بهذه النوافل، وإلا كانت النوافلُ زيادةً على الفرائض.

• وأطول ما يتخلل بين مواقيت الصلاة مما ليس فيه صلاة مفروضة: ما بين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، وما بين صلاة الفجر، وصلاة الظهر؛ فشرع ما بين كل واحدة من هاتين الصلاتين، صلاةً تكون نافلةً؛ لئلا يطولَ وقتُ الغفلة عن الذكر، فشرع ما بين صلاة العشاء، وصلاة الفجر: صلاةَ الوَتْر، وقيامَ الليل، وشرع ما بين صلاة الفجر، وصلاة الظهر: صلاةَ الضحى.

وبعضُ هذه الصلوات آكدُ من بعض، فآكدُها الوَتْرُ؛ ولذلك اختلف العلماء في وجوبه، ثم قيامُ الليل.

• وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يداوم عليه حضرًا وسفرًا، ثم صلاةُ الضحى.

وقد اختلف الناس فيها.

وفي استحباب المداومةِ عليها وفي الترغيبِ فيها أحاديث صحيحة (٢).


(١) "ا": "وضايف".
(٢) من ذلك ما رواه الترمذي في السنن: أبواب الصلاة: ٣٤٦ باب ما جاء في صلاة الضحى ٢/ ٣٤٠ ح ٤٧٥ من رواية خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء وأبي ذر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الله عز وجل، أنه قال: "ابن آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك آخره".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>