للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لامرأة حجت مصمتة: "إن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية (١) ".

وروي عن علي بن الحسين زين العابدين أنه قال: "صوم الصمت حرام".

* * *

[[حق الجار وحرمته]]

الثاني مما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث المؤمنين: "إكرام الجار"، وفي بعض الروايات: "النهي عن أذى الجار".

فأَما أَذى الجار فمحرم. فإن الأذى بغير حق محرم لكل أحد، ولكن في حق الجار هو أشدُّ تحريمًا. وفي الصحيحين، عن ابن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه سئل أبي الذنب أعظم؟ قال:

"أَنْ تَجْعَل لله نِدًّا وهو خلَقَك " قيل: ثُم أيٌّ؟ قال: "أن تَقتُلَ ولدَك مخافة أن يَطْعَم معك " قيل: ثُم أيٌّ؟ قال: "أن تُزاني حَلِيلَةَ جارك (٢) ".

[[التشديد في المعصية مع الجار]]

* * *

وفي مسند اللإِمام أحمد عن المقدادِ بن الأسْود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


= الولاية على السفيه، كما أثبتها على الضعيف، فكان معنى الضعيف راجعًا إلى الصغير، ومعنى السفيه راجعًا إلى الكبير البالغ، لأن السفه اسم ذم، ولا يذم الإنسان على ما لم يكتسب، والقلم مرفوع عن غير البالغ فالجرح والذم مرفوعان عنه، وقال سبحانه: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء: ٦] فشرط في دفع المال إليهم شيئين: الاحتلام والرشد. والحكم إذا كان وجوبه معلقًا بشيئين لم يجب إلا بورودهما معًا.
وقوله "لاصُماتَ يوم إلى الليل" وكان أهل الجاهلية من نسكهم الصمات، وكان الواحد منهم يعتكف اليوم والليلة فيصمت ولا ينطق، فنهوا عن ذلك، وأمروا بالذكر والنطق بالخير".
(١) هذا جزء حديث أخرجه البخاري في المناقب: باب أيام الجاهلية ٧/ ١٤٧.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب التفسير: سورة البقرة باب قوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ١٦٣ وسورة الفرقان: باب قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} ٨/ ٤٩٢، وفي كتاب الأدب، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه ١٠/ ٤٣٣، وفي كتاب الحدود، باب إثم الزناة ١٢/ ١١٤، وفي كتاب الديات: باب قول الله {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا}. ١٢/ ١٨٧، وفي كتاب التوحيد: باب قول الله: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} ١٣/ ٤٩١ وفي باب قول الله: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
ومسلم في كتاب الإيمان: باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده ١/ ٩٠، ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>