كتاب جامع العلوم والحكم - ت أبي النور

الحديث الثامن والعشرون - [أذان الجمعة الأول] - ج: 2 - ص: 785

غير ليلة، ثم امتنع من ذلك معلًا بأنه خشى أن يكتب عليهم، فيعجزوا عن القيام به، وهذا قد أُمِنَ بعده - صلى الله عليه وسلم - (١).

وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقوم بأصحابه ليالي الإفراد في العشر الأواخر (٢).

ومنها أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر باتباع سنة خلفائه الراشدين، وهذا قد صار من سنة خلفائه الراشدين. فإن الناس اجتمعوا عليه في زمن عمر وعثمان وعليٍّ رضي اللّه عنهم.

[[أذان الجمعة الأول]]

ومن ذلك أذان الجمعة الأول زاده عثمان لحاجة الناس إليه، وأقره عليٌّ واستمر عمل المسلمين عليه.

وروي عن ابن عمر أنه قال: "هو بدعة" ولعله أراد ما أراد أبوه في قيام شهر رمضان.

[[جمع المصحف في كتاب]]

ومن ذلك جمع المصحف في كتاب واحد.

توقّف فيه زيدُ بنُ ثابت، وقال لأبي بكر وعمرَ رضي اللّه عنهما: "كيف تفعلان ما لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ " ثم علم أنه مصلحة فوافق على جمعه.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بكتابة الوحي.

ولا فرق بين أن يكتب مفرقًا أو مجموعًا، بل جمعه صار أصلح.

[[جمع الأمة على مصحف واحد]]

وكذلك جمع عثمان الأمة على مصحف واحد، وإعدامه لما خالفه؛ خشية تفرّق الأمة، وقد استحسنه عليٌّ وأكثر الصحابة رضي اللّه عنهم، وكان ذلك عينَ المصلحة.

---

(١) راجع في هذا ما أخرجه البخاري في كتاب صلاة التراويح: باب فضل من قام رمضان: ٤/ ٢٠٥ من الفتح.
ومسلم في صحيحه: كتاب صلاة المسافرين: باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح ١/ ٥٢٤.
وأبو داود في السنن: كتاب الصلاة: باب قيام شهر رمضان ٢/ ٦٧.
كلهم من حديث ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها.
(٢) راجع في هذا ما أخرجه الترمذي بإسناد حسن صحيح في كتاب الصوم: باب ما جاء في قيام شهر رمضان ٣/ ١٦٩ وأبو راود في السنن: الصلاة: قيام رمضان ٤/ ٤٣٧ ح ١٣٧٥. والنسائي في كتاب قيام الليل: باب قيام شهر رمضان ٣/ ٢٠٢ - ٢٠٣.
وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ما جاء في قيام شهر رمضان ٤/ ٤٢٠ - ٤٢١ كلهم من حديث جبير بن نفير الحضرمي، عن أبي ذر.