للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[إيمان الصديقين]]

[[وماذا إذا نفي الإيمان وأثبت الإسلام؟]]

وأما إذا نفي الإيمان عن أحد وأثبت له الإسلام كالأعراب الذين أخبر الله عنهم، فإنه ينتفي عنهم رسوخ الإيمان في القلب، وتثبت لهم المشاركة في أعمال الإسلام الظاهرة مع نوع إيمان يصحح لهم العمل؛ إذ لولا هذا القدر من الإيمان لم يكونوا مسلمين.

وإنما نفي عنهم الإيمان لانتفاء ذوق حقائقه، ونقص بعض واجباته.

وهذا مبني على أن التصديق القائم بالقلوب يتفاضل.

وهذا هو الصحيح، وهو أصح الروايتين عن أبي عبد الله: أحمد بن حنبل (١)، فإن إيمان الصِّدِّيقِينَ الذين يتجَلَّى الغيبُ لقلوبهم حتى يصيرَ كأنه شهادةٌ بحيث لا يقبل التشكيك ولا الارتياب ليس كإيمان غيرهم ممن لم (٢) يبلغ هذه الدرجة، [بحيث] لو شُكِّك لدخله الشك؛ ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتبة الإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه وهذا لا يحصل لعموم المؤمنين!

• ومن هنا قال بعضهم: ما سبقكم أبو بكر رضي الله عنه بكثرة صوم ولا صلاة، ولكن بشيء وَقَر في صدره (٣).

• وسئل ابن عمر رضي الله عنهما: هل كانت الصحابة رضي الله عنهم يضحكون؟ فقال: "نَعَم! وإن الإيمان (٤) في قلوبهم أمثَالُ الجبال!؟ ".

* * *

فأين هذا ممن الإيمان في قلبه يزن ذرة أو شعيرة كالذين يخرجون من أهل التوحيد من النار (٥) فهؤلاء يصح أن يقال في حقهم (٦) لم يدخل الإيمان في قلوبهم لضعفه عندهم.

* * *

[[خطورة قضايا الإيمان والكفر]]

• وهذه المسائل - أعني مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق - مسائل عظيمة


(١) في ب "عن أحمد". ا: "عند أحمد".
(٢) م: "لا".
(٣) قال العراقي: لم أجده مرفوعا وهو عبد الحكيم الترمذي من كلام بكر بن عبد الله المزني، وانظر الضعيفة ح ٩٦٢، الأحاديث المشكلة في الرتبة ص ٢٢٥.
(٤) ا: "والإيمان".
(٥) ا: "من النار من أهل التوحيد".
(٦) ليس في ا، ولا في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>