للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[هل الحمد أفضل من النعمة؟]]

• وقد روى ابن ماجه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا (١) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

"ما أنَعَمَ اللهُ على عبدٍ نعمة فقال: الحمدُ لله إلا كان الذي أعطاه أفضلَ مما أَخَذَ".

* * *

• ورُوِّينَا نحوه من حديث شهر بن حوشب، عن أسماء بنتِ يزيدَ مرفوعًا أيضًا.

• ورُوِي هذا عن الحسنِ البصريّ من قوله.

* * *

• وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: "إني بأرضٍ قد كَثُرَتْ فيها النّعم؛ حتى لقد أشفقْتُ على أهلها من ضَعْفِ الشُّكْرِ".

فكتب إليه عمر: "إني قد كنتُ أراك أعْلَمَ بالله مما أنتَ. إن الله لم ينعمْ على عبدٍ نعمةً فحمد الله عليها إلا كان حَمْدُهُ أفضل من نعمِهِ لو كنت لا تعرف ذلك إلا في كتاب الله المنزل، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ} (٢) وقال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (٧٣) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} (٣).

وأيُّ (٤) نعمة أفضل من دخول الجنة؟ ".

* * *

• وقد ذكر ابنُ أبي الدنيا في كتاب "الشكر"، عن بعض العلماء: أنه صوّب هذا القول. أعني قولَ مَنْ قال: إن الحمدَ أفضلُ من النعم.

• وعن ابن عيينة أنه خَطَّأ قائله، وقال: لا يكون فعلُ العبد أفضلَ من فعل الرب عز وجل.

* * *


(١) في كتاب الأدب: باب فضل الحامدين ٢/ ١٢٥٠ وقال صاحب الزوائد: هذا إسناد حسن في إسناده شبيب بن بشر مختلف فيه. وشبيب بن بشر هو راوي الحديث عن أنس.
وانظر مصباح الزجاجة ٢/ ٢٦٢.
(٢) سورة النمل: ١٥.
(٣) سورة الزمر: ٧٣، ٧٤.
(٤) ر: "فأيّ".

<<  <  ج: ص:  >  >>