للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[[لعامتهم]]

والنصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم، وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ونصرتهم على أعدائهم، والذبُّ عنهم، ومجانبةُ الغشِّ والحسد لهم، وأن يحب لهم ما يحبُّ لنفسه، ويكره لهم ما يكره (١) لنفسه، وما شابه ذلك انتهى ما ذكره. ومن أنواع نصحهم بدفع الأذى والمكروه عنهم، إيثار فقيرهم، وتعليم جاهلهم، ورد من زاغ منهم عن الحق في قول أو عمل، بالتلطف في ردهم إلى الحق، والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ محبَّةٌ لإزالة فسادهم ولو بحصول ضرر له في دنياه، كما قال بعض السلف: "وددت أن هذا الخلق أطاعوا الله وإن لحمي قرض بالمقاريض" (٢).

وكان عمر بن عبد العزيز يقول: "يا ليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به، فكلما عملت فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي".

[[ومن النصح لله ورسوله]]

ومن أنواع النصح لله تعالي وكتابه ورسوله - وهو مما يختص به العلماء - ردُّ الأهواء المضلة بالكتاب والسنة على موردها، وبيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلَّها، وكذلك ردُّ الأقوال الضعيفة من زلات العلماء، وبيان دلالة الكتاب والسنة على ردِّها.

ومن ذلك: بيان ما صح من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وما لم يصح منه بتبيين حال رواته ومن تقبل رواياته منهم، ومن لا تقبل. وبيان غلط من غلط من ثقاتهم الذين تقبل رواياتهم.

* * *

[[ومن النصح لعامة المسلمين]]

ومن أعظم أنواع النصح أن ينصح لمن استشاره في أمره كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استنصح أحدُكم أخاه فلينصح له (٣) "وفي بعض الأحاديث: "إن من حق المسلم على


(١) في الصيانة: "ما يكرهه".
(٢) هذا قول الداعي المحابي، أبي عبد الرحمن: زهير بن نعيم البابي أورده عنه أبو نعيم في ترجمته له في الحلية ١٠/ ١٤٧ - ١٥٠ بلفظ: "وددت أن جسدي قرض بالمقاريض، وأن هذا الخلق أطاعوا الله".
(٣) تقدم ص ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>