للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إيمانُ عَبْد حَتَّى يَسْتَقيم قَلْبُهُ" (١).

[[المراد باستقامة إيمان المرء]]

والمراد باستقامة [إيمانه استقامة أعمال جوارحه فإن أعمال جوارحه لا تستقيم إلا باستقامة] (٢) القلب.

ومعنى استقامة القلب أن يكون ممتلئا من محبة الله تعالى ومحبة طاعته وكراهة معصيته.

• وقال الحسن لرجل: داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم. يعني أن مراده منهما ومطلوبه صلاح قلوبهم فلا صلاح للقلوب حتى يستقر فيها معرفة اللهِ وعظمتُه (٣) ومحبتُه وخشيتُه ومهابتُه ورجاؤه والتوكل عليه وتمتلئ من ذلك.

* * *

[[استقامة الإيمان وحقيقة التوحيد]]

وهذا هو حقيقة التوحيد، وهو معنى قول لا إله إلا الله؛ فلا صلاح للقلوب، حتى يكون إلهُها الذي تؤلهه وتعرفه وتحبه وتخشاه هو الله وحده (٤) لا شريك له ولو كان في السموات والأرض إله يؤله سوى الله لفسدت بذلك السماوات والأرض كما قال تعالى {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (٥) فعُلم بذلك أنه لا صلاح للعالم العلوي والسفلي معا حتى تكون حركات أهلها وحركات الجسد تابعة لحركة القلب وإرادته، فإن كانت حركته وإرادته لله وحده فقد صلح وصلحت حركات الجسد كلِّه وإن كانت حركة القلب وإرادته (٦) لغير الله فسد وفسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب.

[[التوحيد والحب في الله]]

وروى الليث عن مجاهد في قوله: {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (٧) قال: لا تحبوا غيري.

• وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشركُ


(١) رواه أحمد في المسند ٣/ ١٩٨ (حلبي) بإسناد حسن من حديث أنس بن مالك - وتتمته: "ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه" وقد أورد الهيثمي عنه في المجمع ١/ ٥٣ وقال في إسناده علي بن مسعده وثقه جماعة، وضعفه آخرون.
(٢) ما بين الرقمين ليس في "ب".
(٣) ليست في "ب".
(٤) في م، هـ: "هو إله واحد".
(٥) سورة الأنبياء: ٢٢.
(٦) ليست في ب.
(٧) سورة الأنعام: ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>