للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[المعاصي محاربة لله تعالى]]

واعلم أن جميعَ المعاصي محاربة لله تعالى.

قال الحسن: "ابن آدم! هل لك بمحارَبة اللهِ من طاقة؟ فإن من عَصَى الله؛ فقد حارَبَهُ؛ لكن كلما كان الذنبُ أقبح كان أشدَّ محاربة لله".

ولهذا سَمَّى الله تعالى أكله الربا، وقُطّاع الطريق؛ محارِبين لله تعالى ورسولهِ لِعظمِ ظُلْمِهِمْ لعباده، وسعيهم بالفساد في بلاده.

وكذلك معاداةُ أوليائه؛ فإنه تعالى يتولى نصرةَ أوليائه، ويحبّهم، ويؤيدهم، فمن عاداهم فَقَدْ عَادَى الله تعالى وَحَارَبَه.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "اللهَ اللهَ في أصحابي؛ لا تتخذوهم غرضا فمن آذاهم فقد آذاني، ومَنْ آذَاني فقد آذى الله، ومَنْ آذى الله يوشِك أنْ يأخُذَه".

خرجه الترمذي وغيره (١).


= بنفسه … فأنا أسرع .. أيظن الذي يحاربني … يغازيني … أو يظن الذي يبارزني لا أكل. . .". وفي المطبوعة: "أو يظن الذي يُعاديني".
(١) أخرجه الترمذي في: ٥٠ - كتاب المناقب: ٥٩ - باب حدثنا محمود بن غيلان ٥/ ٦٩٦ ح ٣٨٦٢ من حديث عبد الله بن مغفل بنحوه، وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه؛ إلا من هذا الوجه، وسقطت كلمة حسن من المصرية، وأثبتناها من الهندية وأشار فيها إلى أن لفظ حسن في نسخه.
وأحمد في المسند ٥/ ٥٤ - ٥٥، ٥٧ (الحلبي)، وأبو نعيم في الحلية ٨/ ٢٨٧، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ٢/ ٤٢، ٢٢٣، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٩/ ١٢٣، وابن حبان في صحيحه كتاب أخباره - صلى الله عليه وسلم - عن مناقب الصحابة، رجالها ونسائهم: باب فضل الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم -: ذكر الزجر عن اتخاذ المرء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غرضا بالتنقص ٩/ ١٨٩ من الإحسان ح ٧٢١٢، والقاضي عياض في الشفا ٢/ ٦٠، ١١٨، ٦٥١ والبغوي في شرح السنة ١٤/ ٧٠ - ٧١، وذكر تحسين الترمذي له.
كلهم من طريق عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن مغفل.
وعبد الرحمن بن زياد كان أمير خراسان، روى عن عبد الله بن مغفل، وروى عنه عبيدة بن أبي رائطة، قال ابن معين: لا أعرفه، ووثقه ابن حبان وأخرج حديثه في صحيحه.
وقوله: الله الله في أصحابي أي اتقوا الله فيهم لا تتنقصوهم ولا تنقصوهم حقهم ولا تسبوهم.
أو التقدير: أذكركم الله ثم أنشدكم الله في حق أصحابي وتعظيمهم وتوقيرهم كما يقول الأب المشفق الله الله في حق أولادي.
ذكره الطيبي نقله المباركفوري في شرحه على الترمذي ٤/ ٣٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>