للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُدْعَوْا، ولم يُعْرَفُوا، [قلوبهم] (١) مصَابيحُ الهدَى، يخرجون من كل غَبْرَاءَ مُظْلِمة" (٢).

فأولياء الله تجبُ موالاتهم، وتحرمُ معاداتُهم؛ كما أن أعداءَه تجب معاداتهم، وتَحْرُمُ مُوَالَاتُهُمُ.

قال تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} (٣) وقال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (٤).

ووصف أحبّاءَهُ الذين يحبّهم ويُحِبُّونَهُ بأنَّهُمْ أَذِلَّةٌ علَى المؤمنينَ، أعِزّةٌ علَى الكَافِرِين (٥).

وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد بإسناده، عن وهب بن منبه، قال: إن الله تعالى قال لموسى - عليه السلام - حين كلَّمه: "اعلم أنه مَنْ أهانَ لي وليًّا أو أخافه؛ فقد بارزني بالمحارَبة، وبَادأَني وعَرَّضَ نفسه، ودَعَاني إليها وأَنا أسرعُ شيءٍ إليَّ نُصْرَة أوليائي. أفيظُن الذي يحاربني أن يقوم لي؟ أو يظن الذي يعازّني أن يُعْجزَني؟ أَم يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني؟ وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة؟ فلا أكِلُ نُصْرَتَهُمْ إلى غَيْري؟ " (٦).


(١) ليست في الأصول وهي في السنن.
(٢) أخرجه ابن ماجه في السنن: ٣٦ - كتاب الفتن: ١٦ - باب من ترجى له السلامة من الفتن ٢/ ١٣٢٠ ح ٣٩٨٩ من رواية حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه خرج - يومًا إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد معاذ بن جبل قاعدًا عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: يبكيني شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن يسير الرياء شرك … الحديث.
وأورده البوصيري في مصباح الزجاجة ٢/ ٢٩٥ ح ١٤٠٢ وقال: فيه عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف.
وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٣٢٨ من رواية نافع بن يزيد، عن عباس بن عياش، عن عيسى بن عبد الرحمن به وفي أوله: إن اليسير من الرياء شرك … الحديث وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي وقد تابع عباس بن عياش ابن لهيعة في الرواية، عن عيسى بن عبد الرحمن وهي متابعة لا تفيد؛ فعيسى بن عبد الرحمن منكر الحديث، متروك على ما يذكر البخاري والنسائي وأبو حاتم وابن حبان، وإن تعجب فعجب كيف صحح الحاكم حديثه على شرط الشيخين؟! وكيف أقره الذهبي؟!.
(٣) من الآية الأولى من سورة الممتحنة.
(٤) سورة المائدة: ٥٥ - ٥٦.
(٥) إشارة إلى الآية ٥٤ من سورة المائدة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
(٦) في كتاب الزهد في أخبار موسى - عليه السلام - ص ٧٩ - ٨٤ من طريق إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، عن عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه من حديث طويل وفيه: "واعلم أن من أهان … =

<<  <  ج: ص:  >  >>