للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفسه، والله الغني عنه.

[[من عجيب حفظ الله للعبد]]

• ومن عجيب حفظ الله لمن حفظه: أَن يجعل الحيوانات المؤذيةَ بالطبع حافظةً له من الأذى؛ كما جرى لسفينة مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - (١) حيث كُسر به المركب، وخرج إِلى جزيرة فرأَى الأسد فجعل يمشي معه حتى دلَّه على الطريق، فلما أَوقفه عليها جعل يُهَمهِم كأَنه يودعه! ثم رجع عنه!.

• ورؤي إِبراهيم بن أَدهم نائما في بستان وعنده حية في فمها طاقة نرجس، فما زالت تذُبُّ عنه حتى استيقظ.

[[وعكس هذا]]

• وعكس هذا: أَن من ضيع الله ضيعه الله فضاع بين خلقه، حتى يدخل عليه الضرر والأذى ممن كان يرجو نفعَه من أهله وغيرهم.

كما قال بعض السلف: "إِني لأعصي الله، فأَعرفُ ذلك في خُلُق خادمي ودابتي".

* * *

[[النوع الثاني من الحفظ]]

• النوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين: حفظ الله لِلْعبد في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينَه عند


(١) سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو مهران بن فروخ ويقال نجران ويكنى أبا عبد الرحمن وقيل: أبا البختري كان عبد لأم سلمة فأعتقته، وشرطت عليه أن يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد روى ابن عبد البر والحاكم وابن حجر سبب تسميته ورووا حديثه في ذلك قال: سماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفينة وذلك أني خرجت معه، ومعه أصحابه يمشون فثقل عليهم متاعهم، فحملوه علي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحمل؛ فإنما أنت سفينة، فلو حملت يومئذ وقر بعير ما ثقل علي.
ثم روى الحاكم من حديث سفينة قال:
ركبت البحر فانكسرت سفينتي التي كنت فيها، فركبت لوحا من ألواحها فطرَحني اللوح في أجمة فيها الاُسد، فأقبل إلي يريدني، فقلت: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فطأطأ رأسه، وأقبل إلي، فدفعني بمنكبه، حتى أخرجني من الأجمة، ووضعني على الطريق وهمهم، فظننت أنه يودعني، فكان ذلك آخر عهدي به.
وقد صححه على شرط مسلم وأقره الذهبي.
راجع الاستيعاب ٢/ ٦٨٤ - ٦٨٥، والمستدرك ٣/ ٦٠٦، وتهذيب التهذيب ٤/ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>