للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد روي معنى هذا الحديث من وجوه متعددة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي بعضها أنه قتل شهيدًا (١).

* * *

[[وعدم المبالاة بمن يتكلم فيما لا يعنيه]]

• وخرَّج أبو القاسم البغوي في معجمه من حديث شهاب بن مالك وكان وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت له امرأة: يا رسول الله! أَلا تسلم علينا؟ فقال: "إنك من قبيل (٢) يقلِّلن الكثير، ومنعها ما لا يغنيها، وسؤالها عما لا يعنيها".


(١) في هذا يروي الطبراني في الأوسط بإسناد جيد من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأيته متغيرًا فقلت: بأبي أنت ما لي أراك متغيرًا؟ قال: "ما دخل جوفي ما يدخل ذات كبد منذ ثلاث"، قال: فذهبت، فإذا يهودي يسقي إبلًا له، فسقيت له على كل دلو بتمرة، فجمعت تمرًا فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من أين لك يا كعب"؟ فأخبرته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتحبني يا كعب"؟ قلت: بأبي أنت وأمي نعم! قال: "إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافًا"، قال: ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما فعل كعب؟ " قالوا: مريض .. فخرج يمشي حتى دخل عليه! فقال: "أبشر يا كعب"! فقالت أمه: هنيئًا لك الجنة يا كعب! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من هذه المتألية على الله"؟ قلت: هي أمي يا رسول الله! قال: "ما يدريك يا أم كعب؟ لعل كعبًا قال ما لا ينفعه ومنع ما لا يغنيه".
راجع مجمع الزوائد للهيثمي ١٥/ ٣١٣ - ٣١٤ والصمت لابن أبي الدنيا ٧٤ وقد أورده فيه مختصرًا على شطر القصة الأخير وعنده: "لعل كعبًا قال ما لا يعنيه أو منع ما لا يغنيه".
وقال العراقي في تعليقه على الإحياء: إسناده جيد إلا أن الظاهر انقطاعه بين الصحابي والراوي عنه - إحياء ٣/ ٩٧.
وأخرج أبو يعلى في مسنده (١١/ ٥٢٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قتل رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهيدًا قال: فبكت عليه باكية فقالت: واشهيداه! قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مه ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه، ويبخل بما لا ينقصه".
وإسناده ضعيف لضعف عصام بن طليق؛ فقد رواه أبو يعلى عن محمد بن بكار عن عصام بن طليق؛ عن شعيب بن العلاء عن أبي هريرة.
وقد أورده الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٢ - ٣٠٣ وضعفه بعصام المذكور.
وانظر هامش أبي يعلى وتعليق المحقق.
وأخرج أبو يعلى في مسنده (٧/ ٨٤) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: اسْتشهد غلام منا يوم أحد، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع؟ فمسحت أمُّهُ التراب عن وجهه وقالت: هنيئًا لك يا بني الجنة! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما يدريك؟ لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره".
وقد رواه أبو يعلى عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الأعمش، عن أنس وقد ضعفه الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٣ بيحيى بن يعلى الأسلمي؛ قال: وهو ضعيف.
(٢) في س: "قبيلة" واسم المرأة المذكورة: أم كلثوم وقد أشار إليها وإلى خبرها ابن حجر في الإصابة ٢/ ١٥٨ ورواه عن ابن قانع أيضًا من طريق عمارة بن عقبة الحنفي، عن بقير بن عبد الله بن شهاب بن مالك، عن جده شهاب بن مالك فذكره. وانظر الكنز ٤٥٠٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>