للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتبهم (١) ولم نر لذلك أصلا بإسناد يصح والله أعلم (٢).

[[قياس الأعمال على الهجرة]]

وسائر الأعمال كالهجرة في هذا المعنى؛ فصلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة عليها كالجهاد وغيرهما.

وقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن اختلاف نيات الناس في الجهاد وما يقصد به من الرياء وإظهار الشجاعة والعصبية وغير ذلك: أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال: "من قَاتَلَ لتكونَ كلمةُ الله هي العُلْيا فهو في سبيل الله".

فخرج بهذا كلُّ ما سألوه عنه من المقاصد الدنيوية.

[[ومن ذلك الجهاد]]

• فَفِي الصَّحيحَيْنِ عَنْ أبِي مُوسَىَ الأَشْعَريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنَّ أعْرابيًّا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُول الله! الرَّجُلُ يُقاتِلُ للَمَغْنَم، وَالرَّجلُ يُقَاتِل للذّكْرِ، والرَّجُلُ يُقَاتلُ ليُرى مَكانُهُ؛ فمن في سَبيل الله؟ (٣) فَقَالَ رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَاتَلِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِي الْعُلْيَا فَهُو في سَبيِل الله".

• وفي رواية لمسلم سُئِلَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- عَن الرَّجُلِ يُقَايلُ شَجَاعةً، وَيُقَاتِلُ حَميَّةً، ويُقَاتلُ رِيَاءً فأيُّ ذَلِكَ فيِ سَبِيلِ الله؟ فَذكَرَ الْحَدِيثَ.

• وفي رواية له أيضًا: الرَّجُلُ يُقُاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً (٤).

* * *


(١) كابن دقيق العيد في شرحه للأربعين ص ١٢ ومن قبله النووي في شرحه للأربعين ص ٤٤، ٤٥ ومن بعدهما العيني في عمدة القاري ١/ ٢٨.
(٢) القصة عند الطبراني في الكبير ٩/ ١٠٣ بإسناد رجاله ثقات كما ذكر العيني وبإسناد صحيح على شرط الشيخين كما ذكر ابن حجر، لكن يخالف ابن حجر النووي وابن دقيق العيد والعيني فيما ذهبوا إليه ليلتقى مع ابن رجب في أن القصة شيء وكونها سببًا لإيراد الحديث شيء آخر، فليس لهذه السببية إسناد يصح كما ذكر ابن رجب وكما قال ابن حجر، عن حديث ابن مسعود "ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك، ولم أر في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك" انظر الفتح ١/ ١٠ وعمدة القاري ١/ ٢٨ ومجمع الزوائد ٣/ ١٠١. وفى ب: "من كانت".
(٣) في م، هـ "فمن قاتل في سبيل الله".
(٤) البخاري في كتاب الجهاد: باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ٦/ ٢٧ - ٢٨ ح ٢٨١٠ ومسلم في كتاب الإمارة: باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ٣/ ١٥١٢ - ١٥١٣، وأطرافه عند البخاري -عدا الموضع المذكور- ١٢٣، ٣١٢٦، ٧٤٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>