للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[شرح الحديث]]

وقوله فيما يبدو للناس إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس: إما من جهة عمل سَيّئ ونحو ذلك؛ فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت.

وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار، وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير؛ فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره؛ فتوجب له حُسْنَ الخاتمة.

• قال عبد العزيز بن أبي رَوَّاد: "حضرت رجلًا عند الموت يلقن الشهادة (١): لا إله إلا الله - فقال في آخر ما قال هو كافر بما تقول ومات على ذلك قال: فسألت عنه فإذا هو مدمن خمر".

فكان عبد العزيز يقول: اتقوا الذنوب؛ فإنها هي التي أوقعته.

* * *

[[الخواتيم ميراث السوابق]]

وفي الجملة فالخواتيم ميراث السوابق فكل ذلك سبق في الكتاب السابق.

[[خوف السلف]]

ومن هنا كان يشتد خوف السلف من سوء الخواتيم، ومنهم من كان يقلق من ذكر السوابق. وقد قيل: إن قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم يقولون بماذا يختم لنا، وقلوب المقربين معلقة بالسوابق يقولون ماذا سبق لنا؟.

[[بكاء السلف عند الموت]]

وبكى بعض الصحابة عند موته فسئل عن ذلك فقال: سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن اللّه تعالى قبض خلقه قبضتين فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، ولا أدري في أي القبضتين كنت (٢) ".

• قال بعض السلف: "ما أبكى العيون ما أبكاها الكتابُ السابق! ".


(١) ليست في "ا"، ولا في ب.
(٢) مسند أحمد ٤/ ١٧٦، ١٧٧ من حديث أبي نضرة عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له أبو عبد اللّه، وقد أورده الهيثمي في المجمع (٧/ ١٨٨) أول كتاب القدر عن أحمد بسياقه تاما، وذكر أن رجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>