للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "كانت المرأة إذا أتت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- حَلَّفها بالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت رغبةً بأرض عن أرض، وبالله ما خرجت التماسَ دُنْيا، وبالله ما خرجت إلا حبًّا لله ورسوله! ".

أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير والبزَّار في مسنده (١).

وخرجه الترمذي في بعض نسخ كتابه مختصرًا (٢).

[[قصة مهاجر أم قيس]]

• وقد روى وكيع في كتابه عن الأعمش عن شقيق، هو أبو وائل، قال: "خطب أعرابي من الحي امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تَزَوَّجه حتى يهاجر، فهاجر؛ فتزوجته؛ فكنا نُسَمِّيه مهاجر أم قيس قال: فقال عبد الله -يعني ابن مسعود- "من هاجر يبتغي شيئًا فهو له" (٣).

وهذا السياق يقتضي أن هذا لما يكن في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما كان في عهد ابن مسعود. ولكن روى من طريق سفيان الثوري عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تزوجه حتى يهاجر، فهاجر؛ فتزوجها وكنا نسميه مهاجر أم قيس.

• قال ابن مسعود رضي الله عنه: من هاجر لشيء فهو له.

* * *

[[لا أصل لها]]

• وقد اشتهر أن قصة مهاجر أم قيس هى كانت سبب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ومن كانت هِجْرَتُه إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو امرَأةٍ يَنْكِحُهَا"، وذكر ذلك كثير من المتأخرين في


(١) راجع تفسير ابن كثير ٤/ ٣٥٠، وكشف الأستار ٣/ ٧٥ - ٧٦ ح ٢٢٧٢.
(٢) الترمذي فى كتاب تفسير القرآن: سورة الممتحنة ٥/ ٤١٢ وعقب عليه بقوله: هذا حديث حسن غريب. وأورده ابن كثير في التفسير ٤/ ٣٥٠ عن ابن جرير والبزار أيضًا، وأورد عن قتادة قوله في قوله تعالى: {فَامْتَحِنُوهُنَّ}.
قال: كانت محنتهن أن يستحلفن بالله ما أخرجكن النشوز، ما أخرجكن إلا حب الإسلام وأهله وحرص عليه، فإذا قلن ذلك قبل ذلك منهن. وقد أورد الهيثمي هذه الرواية عن البزار في المجمع ٧/ ١٢٣ وفيها أن الذي كان يحلف هو عمر ثم قال الهيثمي: رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وضعفه غيرهما وبقية رجاله ثقات.
(٣) أورده ابن حجر في الفتح ١/ ١٠ عن سعيد بن منصور في السنن ورواه الطبراني من هذا الطريق في الموضع الذي سنشير إليه في التعليق رقم ٢ من الصحيفة التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>