للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها في صنع الله تعالى، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب".

"وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنًا إلا لثلاث: تزوّدٍ لمعاد، أو مَرمَّةٍ لمعاش، أو لذةٍ في غير محرم".

"وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه، مقبلا على شانه، حافظًا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه (١) ".

وقال عمر بن العزيز رحمه الله: "من عدَّ كلامَه من عمله قل كلامُه إلا فيما يعنيه".

وهو كما قال؛ فإن كثيرًا من الناس لا يعُدُّ كلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ؛ فيجازفُ فيه ولَا يتحرى.

[[المؤاخذة على الكلمة].]

وقد خفي هذا على معاذ بن جبل رضي الله عنه، حتى سأل عنه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنؤاخذ بما نتكلَّم به؟ فقال: ثَكِلتْكَ أمّك (٢) يا معاذ! وهل يكبُّ الناسَ على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم (٣)؟ ".

* * *

[[نفي الخير عن كثير مما يتناجى به الناس].]

وقد نفى الله الخير عن كثير مما يتناجى به الناس بينهم فقال:

{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (٤).


(١) أورده الغزالي في الإحياء ٤/ ٤٠٣ وذكر العراقي في تخريجه أن الحديث أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وصححه أ. هـ. وانظر الإحسان ١/ ٢٨٧ ح ٣٦٢ وهو فيه من طريق إبراهيم بن هشام أحد الكذابين الذين مشاهم ابن حبان فلم يصب، وانظر الضعفاء لابن الجوزي ١/ ٥٩ وانظر هامشه والترغيب ٣/ ١٨٨ - ١٩٠.
ومعنى قوله: "ظاعنا" ساعيًا أو مرتحلًا.
(٢) قال في النهاية ١/ ٢١٧: "ثكلتك أمك" أي فقدتك. والثكل: فقد الولد. وامرأة ثاكل وثكلى، كأنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أو قوله، والموت يعم كل أحد. فإذن الدعاء عليه كلا دعاء، أو أراد إذا كنت هكذا فالموت خير لك لئلا تزداد سوءًا، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم: تربت يداك.
(٣) أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان: باب ما جاء في حرمة الصلاة ٥/ ١١ - ١٢ وقال حديث حسن صحيح.
وابن ماجه في كتاب الفتن: باب كف اللسان في الفتنة ٢/ ١٣١٤ - ١٣١٥ كلاهما من حديث طويل. وأحمد في المسند ٥/ ٢٣١ (الحلبي).
وهذا جزء من الحديث التاسع والعشرين من أحاديث الكتاب.
(٤) سورة النساء: ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>