للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الإثم ما حاك في الصدر]]

• وقوله في حديث النواس بن سمعان "الإثم ما حاكَ في الصَّدْرِ وكرِهْتَ أن يَطّلعَ عليهِ النّاسُ" (١).

إشارة إلى أن الإثم ما أثر في الصدر حرَجًا وضيقًا وقلقًا واضطرابًا فلم ينشرح له الصَّدر - ومع هذا فهو عند الناس مستنكر بحيث ينكرونه عند اطلاعهم عليه، وهذا أعلى مراتب معرفة الإثم عند الاشتباه، وهو ما استنكَرَهُ الناسُ (٢): فاعلُه، وغيرُ فاعِلِه.

[ما رآه المسلمون حسنًا]:

• ومن هذا المعنى قول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما رآه المؤمنون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحًا فهو عند الله قبيح (٣) ".

[[وإن أفتاك المفتون]]

• وقوله في حديث وابصة، وأبي ثعلبة "وإن أفتاك المفتون" يعني: أن ما حاك في صدر الإنسان فهو إثم، وإن أفتاه غيرُه بأنه ليس بإثم.

فهذه مرتبة ثانية وهي أن يكون الشيء مستنكرًا عند فاعله دون غيره وقد جعله أيضًا إثْمًا.

[[معيار ذلك]]

• وهذا؛ إنما يكون إذا كان صاحبه ممن شُرِحَ صدرُه للإيمان، وكان المفتى له يفتى بمجرد ظنٍّ أو ميلٍ إلى هوًى من غير دليل شرعيّ.

• فأما إن كان مع المفتَى به دليل شرعي فالواجب على المستفتى الرجوعُ إليه وإن لم ينشرح له صدره.

وهذا كالرُّخَصِ الشرعية مثل الفطر في السفر، والمرض، وقصر الصلاة في السفر، ونحو ذلك، مما لا ينشرح به صدور كثير من الجهال فهذا لا عبرة به.

* * *


(١) راجع ص ٧٢٩ وما بعدها.
(٢) ل: "ما استنكره الناس على … " وفي ظ: ضرب على كلمة "على" ثم ضبطت فاعله بضم اللام وعطف عليها وغير فاعله.
(٣) أحمد وغيره بإسناد صحيح؛ راجع المجمع ١٠/ ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>