للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخرج الإمام أحمد (١) بإسناده عن ابن المنتفق قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفات فقلت: ثنتان أسألك عنهما: ما ينجّيني من النار، وما يُدْخِلُني الجنة؟ فقال: " لئن كنتَ أَوجزتَ في المسألة لقد أعظمتَ وأطْوَلتَ، فاعْقِل عنّي إِذًا، اعْبُدِ الله لا تشركْ به شيئًا، وأَقمِ الصلاةَ المكتوبة، وأدّ الزكاةَ المفروضة، وصم رمضان، وما تحبُّ أَنْ يَفعلَهُ بِكَ النّاسُ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وما تكره أن يأتيَ إلَيْكَ الناسُ (٢). فذَرِ الناسَ منه ".

وفي رواية له (٣) أيضًا قال: " اتق الله لا تشرك به شيئًا، وتقيمُ الصلاة، وتؤتِي الزكاةَ، وتحجُّ البيتَ، وتصومُ رمضان ".

ولم يزد على ذلك.

وقيل إنَّ هذا الصحابي: هو وافد بني المنتفق، واسمه لقيط (٤).

فهذه ا الأعمال أسباب مقتضية لدخول الجنة.

* * *

[[ارتكاب المحرم قد يمنع من دخول الجنة]]

وقد يكون ارتكاب المحرمات موانع! ويدل على هذا ما خرجه الإمام أحمد (٥) من حديث عمرو بن مُرة الجهني قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! شهدت أن لا إله إلا اللهُ، وأنك رسول الله، وصَليت الخمس، وأديتُ زكَاة مالي، وصُمْت شَهْر رمضان؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من مات على هذا كان مع النبيين


(١) في المسند (٣/ ٤٧٢ - ٤٧٣ و ٦/ ٣٨٣ - ٣٨٤) الحلبي بسياقه كاملا. قال الهيثمي في الزوائد: في إسناده عبد الله بن أبي عقيل اليشكري، ولم أر أحدًا روى عنه غير ابنه المغيرة بن عبد الله.
(٢) في م: " يؤتى إليك ".
(٣) ليست في " ا ". الرواية في المسند عقب السابقة. وفي " ا ": " تزد ".
(٤) في م: " واقد بن الْمُنْتَفِقْ " وهو تصحيف وهو لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق، قال ابن عبد البر: وهو وافد بني المنتفق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اختلف المؤرخون في لقيط بن عامر هذا هل هو لقيط ابن صبرة أو غيره" والصواب أنه غيره.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وروى عنه ابنه عاصم. وابن أخيه وكيع بن عدس، وغيرهما. راجع ترجمته في الاستيعاب ٣/ ١٣٤٠ وتهذيب التهذيب ٨/ ٤٥٦ وانظر الإصابة ٣/ ٣٢٩ - ٣٣٠،
(٥) لم أجد هذا الحديث في المطبوع من المسند وليس لعمرو بن مرة فيه (٤/ ٢٣١) إلا حديث آخر غير هذا الحديث بيد أن الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٤٧) أورده عن أحمد: الطبراني بإسنادين وقال: ورجال أحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح، وهذا ما يؤكد أن المطبوع من المسند سقط منه هذا الحديث، سيما وقد أورده عن أحمد: ابن كثير في التفسير ١/ ٥٢٣، والسيوطي في الدر ١/ ١٨٨، ٢/ ١٨٢، والمتقي في الكنز ١/ ٨٣ ح ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>