للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[أخلص العمل وأصوبه]]

وقال الفضيل (١) في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (٢).

قال: "أخلصُهُ وأصوبُهُ، وقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابا لم يُقْبَل.

وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقْبَل.

حتى يكون خالصًا وصوابًا".

قال: "والخالص: إذا كان لله عز وجل.

والصواب: إذا كان على السنة!؟ ".

* * *

[[دليل ذلك]]

• وقد دل على هذا الذي قاله الفضيل (٣) قوله عز وجل: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٤).

• وقال بعض العارفين: "إنما تفاضلوا (٥) بالإرادات ولم يتفاضلوا بالصوم والصلاة".

* * *

[[عود إلى شرح الحديث]]

• وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكحُها فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِليْه".

* * *


(١) والفضيل المذكور هو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي أبو على الزاهد الخراساني.
روى عن الأعمش ويحيى بن سعيد الأنصاري وحميد الطويل وغيرهم وعنه السفيانان وابن المبارك وثقه النسائي والدارقطني وابن حبان. ولد بخراسان ثم قدم الكوفة وهو كبير، وأحسن التوبة والعبادة واستماع الحديث وروايته وعرف بالزهد والتصوف وجاور بمكة إلى أن مات عام ١٨٧ وقيل عام ١٨٦ هـ كما ذكر ذلك ابن حجر في التهذيب ٨/ ٢٩٤ - ٢٩٦ وانظر الخبر في ترجمته في الحلية ٨/ ٨٤ - ١٣٩.
(٢) سورة الملك: ٢.
(٣) في م، هـ: "وقد دل هذا … علي قوله عز وجل" وفيه خطأ بتقديم وتأخير.
(٤) سورة الكهف: ١١٠.
(٥) في م، هـ: "تفاضلون" وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>